في حوار ل”رئيس جامعة حلوان” تسويق التعليم المصري هدفنا المرحلة المقبلة..وسددنا ديون الجامعة خلال 4 شهور

تعد جامعة حلوان الذى أصدر الرئيس محمد أنور السادات قرارا بإنشائها عام 1975، من أكبر الجامعات المصرية، و التي تنتشر كلياتها في 15 مكانا في القاهرة الكبري، بالإضافة إلى المقر الرئيسي في عين حلوان.
وفي حوار مع رئيسها الدكتور سيد قنديل قال ل" السبورة " إن جامعة حلوان تضم الآن أكثر من 220 ألف طالب وطالبة، منهم مايقرب من ٤ آلاف طالب وافد من دول عربية وإفريقية.
* فسألنا رئيس الجامعة، هل حادت بذلك جامعة حلوان عن مسارها الذي أنشئت على أساسه،فقد تم تأسيسها على أن تكون جامعة تطبيقية، وليست جامعة شاملة تضم كل هذا الكم من الطلاب والكليات النظرية؟

- بالفعل تم تأسيس الجامعة على أن تكون جامعة تطبيقية،لكنها تحولت مع مرور الوقت إلى جامعة بها الكثيرة من الكليات النظرية،التي يدخلها عدد كبير من الطلاب مثل الآداب والتربية والخدمة الاجتماعية والحقوق والتجارة.
*لكن هذا يؤثر على توظيف خريجي الجامعة لأن سوق العمل لا يحتاج هذا الكم من طلاب الكليات النظرية؟
- لقد أصبح بالفعل نسبة خريجى الجامعة فى التوظيف 35% فقط بعد أن كانت ١٠٠%، من أجل هذا نعمل الآن على إعادة جامعة حلوان إلى دورها في أن تكون جامعة تطبيقية حسب ما جاء في قرار إنشائها.

*وماهي أهم المجالات التي تم فيها تحقيق انجازات من أجل إعادة دور الجامعة التطبيقي منذ توليكم رئاستها؟
- تم الانتهاء من مستشفى بدر لتصل إلى طاقة استيعابية تقدر ب ٢٣٠ سريرا خلال ٤ شهور ، وقد كان هو العام هو الذي تخريجت فيه أول دفعة من أطباء جامعة حلوان؛ فقد تم إنشاء كلية طب حلوان عام 2013، وهناك خطة منذ 2014 وهى أن يكون هناك مستشفى داخل الحرم الجامعي، وبدأت الدراسات تتطور إلى أن أصبح مجمعا طبيا كبيرا يضم 1600 سرير.وقد تم وضع حجر الأساس له عام 2017.
*وماذا حدث بعد وضع حجر الأساس؟
- للأسف لم تكتمل الخطة، ولكن نحن الآن بدأنا نعمل على إحياء الأمر مرة أخري، وفى خلال عام أو مع بداية 2025 سوف نفتتح العيادات الخارجية لهذا المجمع؛ وسوف يخدم المنطقة بأكملها التى تضم 4 ملايين نسمة.
* لكن في مستشفى بدر هناك بعض المشاكل التي يعاني منها قسم الطوارئ بسبب عدد المترددين عليه؟
- فعلا، ولذلك نسعى إلى الاهتمام بقسمي الطوارئ والحروق حاليا،بسبب حجم الطوارئ الذى يأتى للمستشفى،حتى إنه يصل لدرجة أن الأطباء يعالجون بعض الحالات على التروللي في قسم الطوارئ، كما أنه لا يوجد مستشفى حروق ونعمل حالياً على تأسيس قسما للحروق بمساعدة جمعية المستثمرين ومجتمع الأعمال لأنه مشروع يحتاج إلى تكلفة مرتفعة.
* وماذا عن الكليات الأخرى؟
- حولنا كلية التربية الرياضية إلى علوم رياضية، لإعادة الفلسفة التي تم على أساسها إنشاء الكلية،لتكون كلية تتماشي مع استراتيجية الدولة وهي الاهتمام بالصحة العامة، حتى لا ينظر إلى خريجيها على أنهم لا يعملون إلا مدرسي ألعاب في المدارس.
*وماذا عن البرامج الجديدة في جامعة حلوان ؟
- لقد أصبحت جامعة حلوان الآن تضم 97 برنامجا خاصا،وهي برامج تطبيقية معظمها بشراكات مع مؤسسات تحتاج إلى تشغيل الطلاب ، بل وهي التي تقدم لهم منح الدراسة وتتابعهم خلال مرحلة التعليم.
* وإلى أي مدى تساهم هذه البرامج في دخل الجامعة؟
- لقد استطعنا سداد مديونيات الجامعة التي كانت تقدر ب٥٠٠ مليون جنيها، بل وحققنا فائض، كما زودنا دخل الجامعة الدولاري، وكل هذا بتمويل ذاتي، بعيدا عن ميزانية الدولة التي تخصصها للجامعة.
* لكن ماذا عن دور البحث العلمي في المساهمة دخل الجامعة كما نرى في كل جامعات العالم؟
- لقد بدأت جامعة حلوان تتحرك في مجال البحث العلمي بخطوات جيدة، حتى أنها تقدمت في التصنيفات العالمية بعد أن كانت متأخرة خاصة في تصنيف شنغهاي وال QS،
فقد تم تصنيف الجامعة في المرتبة 7 من QS المصنفة للجامعات، بعد أن كان ترتيبها الـ11 بين جامعات مصر، وبالتأكيد فى ظل وجود كل هذه الجامعات المصرية القوية الأخري، نـتمنى أن نصل إلى المركز الـ4، وثم بالعمل والتطور نصل إلى المركز الأول على مستوى الجامعات.

كما خصصنا لأول مرة 10 % من مواردنا للبحث العلمي التطبيقي، وهو ما سيجلب لنا مواد مالية مضاعفة، فقد سلمنا بدأ الباحثون في الجامعة على العمل على ١٤ مشروع بحثي لحل مشاكل المجتمع وتنميته، وقد أصبح لدينا شراكات بحثية واستشارية مع كثير من المؤسسات منها، وزارة الإنتاج الحربي ، ومدينة الدواء، واتحاد الصناعات، ووكالة الفضاء، والشباب والرياضة، ووزارة الثقافة، وكذلك مؤسسات دولية.

* لكن هناك شكاوى من أعضاء تدريس الجامعات بصفة عامة بسبب مرتباتهم، فماذا عن مساهمة هذه المشروعات، وكذلك البرامج الخاصة في تحسين أجور ومرتبات أساتذة جامعة حلوان؟

- نعمل على زيادة دخول أعضاء هيئة التدريس من خلال البرامج الخاصة، من خلال الاستفادة منهم في العملية التعليمية، خاصة للطلاب الوافدين، الذي زاد إلى ٦٥٠٠ طالب بجامعة حلوان هذا العام، وكذلك نعمل على تحسين الرعاية الاجتماعية لأعضاء هيئة التدريس من خلال صندوق الرعاية الاجتماعية، وكذلك الرعاية الطبية وغيرها.
*وهل يتم الاستفادة إيضا من أستاذة جامعة حلوان للتدريس في جامعة حلوان الأهلية،أم يتم الاستعانة من كافة الجامعات؟
- يتم التركيز بالفعل على أساتذة جامعة حلوان، فلدينا كفاءة عالية من المتخصصين في كل المجالات العلمية التي تدرس في الجامعة حلوان الأهلية، وهي تضم ٢١ برنامجا خاصاً، ووصل عدد الطلاب فيها إلى ٤٥٠٠ طالب وطالبة.
* تتولى أيضا رئاسة جامعة حلوان الأهلية، ألا ترى أن ذلك عبء عليكم أن تتولى رئاسة جامعتين في وقت واحد ؟
- هذا دورنا في جامعة حلوان أن نرعى جامعة حلوان الأهلية، حتى تصل إلى الاعتماد والقوة المطلوبة في مثل هذه الجامعة الوليدة التي تحتاج جهدا ومثابرة من أجل ذلك.
*ما هو المستهدف التعليمي فى جامعة حلوان الأهلية؟
-أن نصمم برامج لا مثيل لها فى جامعة حلوان حتى تكون جديدة يقبل عليها الطلاب، تتماشى مع متطلبات سوق العمل، وأن نصل بعدد الطلاب إلى 20 ألف طالب وطالبة.
*لكن هل ستبقى جامعة حلوان الأهلية تابعة لجامعة حلوان؟
- بالطبع لا ، فالمخطط أن يتم فصل الجامعة الأهلية عن الجامعة الحكومية بأنظمتها حتى لا ننقل نظام قديم لجامعة جديدة، ونحن ندير الأمر بهذا المنطق من أجل نجاح الفكرة، وقد كان لدينا 3 كليات فقط العام الماضي،و بدأنا بـ 5 برامج ووصلنا إلى 21 برنامجا، في 8 كليات حالياً،والذي يعمل بها أفضل عناصر أعضاء هيئة التدريس، وكذلك أفضل الإدرايين.
* حدثت في أحدى ندواتك عن فكرة تسويق جامعة حلوان، وماذا تقصد بمفهوم تسويق الجامعة؟
- الحقيقة هي دعوة كانت من الرئيس السيسي في لقائه بالمجلس الأعلى للجامعات الأخير في الاسماعيلية،والفكرة تدور فيما ينقص جامعاتنا وهو تسوق التعليم الذي نقدمه فيها،فالتعليم كما هو رسالة لكنه أيضا منتج، يجب تسويقه، وهنا ليس مقصود تسويقه للطلاب المصريين فقط ، وإنما تسويقه خارجيا للطلاب الوافدين الذين يدرون دخلا بالعملة الصعبة،ففي جامعاتنا الكثير من البرامج المميزة المتخصصة في مجالات يحتاجها سوق العمل، ومن هنا يجب علينا أن نسوق هذه البرامج للطلاب من أجل التحاق بها.