في عيد الغطاس لماذ يأكل الأقباط القصب؟


من المعروف أن أعياد المصريين الدينية والقومية ارتبطت تقريبًا بأنواع محددة من الطعام، توارثتها الأجيال جيلًا بعد جيل، من قلقاس عيد الغطاس، والرنجة في شم النسيم، للتمر عيد الفطر، والبط في وقفة عرفات.
ومن أشهر الأطعمة المرتبطة بعيد الغطاس الذي يحتفل به أقباط مصر اليوم، القصب، وتلاحظ خلال مرورك بالكنائس وغيرها من الشوارع، توافد بائعي القصب من محافظات مصر المختلفة، من أجل بيع أعواد القصب خلال احتفالات عيد الغطاس، والتي يحرس المسيحيين المصريين وربما المسلمين أيضًا على تناولها خلال هذا الموسم.
رباب عزام الباحثة في التاريخ المصري القديم، كشفت أن أعواد القصب وارتباطها بعيد الغطاس المسيحي، نشأت تاريخيًا في عهد الدولة الفاطمية، حين ترسخت مظاهر الاحتفال بالأعياد المختلفة في مصر، وظهر القصب خلال يوم الغطاس، باعتباره "بيرمز للمعمودية، وأن حلاوة القصب ترمز لحلاوة النعمة المقدسة... كمان الأطفال كانوا بيحطوا شموع على أعواد قصب ويمشوا حاملينها حتى أبواب الكنائس... وبعدين الناس تطلع تحتفل على النيل".
أوضح الباحث القبطي باسم الجنوبي أن ارتباط عيد الغطاس بتناول القلقاس لدى المسيحيين المصريين، يعود إلى معتقدات اسكندرانية بحتة ووليس له أي ارتباط بمعتقدات دينية مسيحية.
ونشر الجنوبي عبر حسابه الشخصي على الفيسبوك، يقول: "من قديم اﻷزل وفي نوّة شتوية شديدة وممطرة بتهب على اسكندرية لمدة 3 أيام.. وكان الاسكندرانية عارفين ميعادها لأنها بتيجي بعد موسم حصاد القلقاس.. لذلك كان من الشائع إنهم يحطوا محصول القلقاس قدام البيت من بره بدون تغطية.. فلما تيجي النوة.. القلقاس يتغسل توماتيكي توماتيكي".
وأكمل: "النوة دي بتيجي قريبة من ميعاد عيد الغطاس المسيحي (19 يناير) وعلشان كدا المسيحيين بيستبشروا بيها وبيعتبروا السماء بتغرقهم ميه في ذكرى ميعاد معمودية المسيح في نهر اﻷردن.. فكتير من المسيحيين السكندرانية سماها "نوة الغطاس" برضو".