تسمم ركوب السيارة اسم لمرض يعاني منه الغالبية

يعاني الكثير من الأشخاص من ما يعرف باسم دوار الحركة، ويشمل دوار الحركة في الــ سيارات، ويمكن تجنبه بطريقة واحدة، وهي أن تنظر من نافذة المركبة وتتابع بنفسك حركة السير؛ ما يعني أن تتواصل وتتوافق الإشارات العصبية المرسلة من عينيك وأُذُنك للدماغ، وتتغلب بذلك على اعتقاد عقلك أنك تُسمّم، ويجبرك على التقيؤ، بدلاً من أن يدرك أنك تقرأ كتاباً على حافلة.

وجاءت نتائج دراسة جديدة لتؤكد أن الدوار الذي يصيب بعض الأشخاص نتيجة ركوب وسائل المواصلات والسيارات، يرجع إلى إشارات الدماغ التي تتعامل معها وكأنها حالة تسمم مفاجئة للجسم، لذلك يمكن تسميته بتسمم ركوب السيارة.

ويرى العلماء أن الإشارات المتضاربة التي تصل للدماغ خلال حركة السيارة أو المركبة حول البيئة اللحظية المحيطة بالشخص، مشابهة للإشارات التي تصل للدماغ عند التسمم، لذلك يكون رد فعل الشخص حينها هو القىء، فمن المعروف أن التقيؤ هو أسهل طريقة لطرد السموم عامة والسموم المؤثرة على النظام العصبي للشخص إلى خارج الجسم.

ويتشابه دوار السياراة مع دوار البحر ودوار الطائرات، من حيث تعامل الجسم مع الإشارات المتضاربة، بخصوص تعرض الجسم للتسمم، ويمكن تسمية الثلاث دوارات تحت اسم دوار الحركة، ويفسر الأطباء هذه الحالة بتضارب المعطيات الحسية المنقولة للدماغ عند حركة المركبات.

يحدث دوار الحركة نتيجة التضارب بين المعلومات التي تنقلها الأذن الداخلية المسؤولة عن التوازن (القنوات نصف الدائرية) للدماغ، والحركة التي تشهدها بعينيك، ما ينتج منه إشارات مختلطة تُرسل للمخ، وتُربكه وتسبب أعراض الدوار، ومع أننا، في حقيقة الأمر، نسافر في سيارة أو مركبة متحركة، لكن معظم حواسنا تخبرنا أن أجسامنا ثابتة في أماكنها، وهو في طبيعة الحال، قد يبدو كذلك نظرياً ونحن نسند ظهورنا لمقعد السيارة.

وتظهر الأبحاث أن الأطفال والنساء الحوامل أكثر عرضة لدوار الحركة من غيرهم، إلا أن أي شخص يسافر، وهو معرض لخطر دوار الحركة،

ويوضح الدكتور خليل عيّادة، أخصائي الأمراض الداخلية في برلين، إن 10% فقط من الناس لا يشتكون من دوار السفر؛ إذ يشعر بهذه الحالة كثيرون ممن يسافرون عبر السيارة أو القطار أو الطائرة أو السفينة، ويعتبر دوار البحر، بالنسبة للمسافرين بالسفن، شكلاً من أشكال دوار الحركة.

أعراض الشعور بدوار الحركة

تبدأ حالة الدوار بالشعور بالارتباك وعدم الارتياح، ومن ثمّ التعرّق البارد أو الدوخة، وقد يظهر لدى بعض الأشخاص شحوب في الجلد، كل ذلك مصاحباً بإعياء وصداع، وعادة ما يتبع هذا على نحو سريع الغثيان أو التقيؤ بعد هذه الأعراض الأولية.

لا تحتاج، في معظم الحالات، لاستدعاء الطبيب بسبب دوار الحركة، ما لم يتطور الأمر للجفاف الشديد بفعل القيء المستمر والمستعصي. لكن في معظم الحالات، بمجرد توقف الحركة تقلّ الأعراض تدريجياً حتى تختفي، إلا أن في العموم لا يتطلب الأمر اختباراً مختبرياً.

اقرأ أيضًا: مزاد على سيارات جمارك السخنة والسويس ونويبع

ويمكن أن يُصاب بعض الأفراد أحياناً بدوار الحركة بدون أن يتحركوا من أمكانهم، فمثلاً بعد أن يلعب الفرد ألعاب الكمبيوتر، مثل ألعاب السباق سريعة الخطى، أو ركوب المركبات الافتراضي، أو ألعاب المحاكاة، أو مشاهدة فيلم مسجل بكاميرا رديئة، كل هذا قد يسبب دوار الحركة لدى الأشخاص سريعي التأثر.

ويعتقد الخبراء أن دوار الحركة ظهر مع بدء البشر مؤخراً السفر في وسائل، مثل السيارات والحافلات والسفن والطائرات، في حين أن أدمغتنا لم تتكيف تماماً بعد.