كريمة حسن تكتب.. الزهرة التي تفتحت في جناين نيويورك
34 ربيعًا هي عمره .. الشاب الذي كسر القواعد بشخصيته ذات الكاريزما ، فرحة وبهجة وتفاؤل شعر بها الكثيرون حين فوزه ، فهو أول مسلم مهاجر في هذا السن يفوز بمنصب عمدة نيويورك ، وأول عمدة في تاريخ المدينة يتحدى الرئيس الأمريكي الحالى ويتوعد نيتانياهو بالاعتقال حال وصوله لها ، وأول مسئول يصل لهذا المنصب ينتصر على اللوبي الصهيوني ويتحدى المال السياسي والذي رصد ملايين الدولارات لإسقاطه.
هناك من يقلل من شأن فوز ممداني باعتباره شيعي المذهب يدعم المثليين ولكن أحلام الفرحين بفوزه لا تشطح بعيدا ولا تنتظر منه تحرير الأقصى أو إلقاء إسرائيل في البحر ، هو شاب مسلم يعتز بهويته ويقول إنه ابن المهاجرين والمسلمين ومع الفقراء والعمال ضد الأغنياء ومع الفلسطينيين وضد الإبادة الاسرائيلية في غزة وهو ما يعد زلزالاً ، زلزال بمعنى الكلمة ترصده التعليقات الغاضبة في تل أبيب ووسائل إعلامها والتي اعتبرت يوم فوزه يومًا أسودا ، بما يعد نقطة تحول لم تحدث في التاريخ الأمريكي من قبل سيبنى عليها الكثير مستقبلاً في السياسة الامريكية بل والعالمية.
فعلى مدار سبعة عقود هي عمر الكيان لم يستطع إنسان أن يحتل منصبا سياسياً مرموقا في أمريكا بغير المرور من بوابة اعتراف ودعم اللوبي الصهيوني ولكن الآن نرى مرشحا لايدعم إسرائيل ويصل لعمدة مدينة هي عاصمة المال والأعمال بأمريكا وأكبر تجمع لليهود خارج إسرائيل بل وينتخبه 30 % من اليهود بالولاية ، بما يدل على تغير كبير في المزاج العام للناخب الأمريكي .
الثقة بالنفس دون غرور سمة واضحة في شخصيته حيث يقول ( انا لست المرشح المثالي انا مسلم اشتراكي ديمقراطي وقبل كل شيء أرفض ان اعتذر عن أي من هذا ) .
كل التهاني لممداني الذي تنتظره أيام صعبة ، فالبقاء على القمة أصعب من الوصول إليها ، ونجاحه يضعه أمام تحد جديد لتحقيق وعوده الاقتصادية بتجميد الإيجارات ورفع الضرائب على الأثرياء وتوفير حافلات ورعاية أطفال مجانية للجميع ورفع الحد الأدنى للأجور وانشاء متاجر بقالة بأسعار مدعومة ، وما يتطلبه تنفيذ هذه البرامج من تمويل يقدر بمليارت الدولارات ، وتهديد ترامب بقطع التمويل الفيدرالي عن المدينة في حال فوزه وتنفيذ سياساته ، ولكن الشخصية التي استطاعت الانتصار والوصول لمقعد عمدة نيويورك قادرة على التحدي في اختبارات أخرى .
تبقى كلمة بأن كل هذه التغييرات لم تكن لتحدث و لم يكن العالم ليتخيلها لولا صمود وثبات الشعب الفلسطيني العظيم في غزة العزة والذي غير كل مفاهيم وقناعات شعوب العالم تجاه القضية الفلسطينية والتي كانت سائدة قبل اليوم ، اللهم ارحم شهداء غزة وتقبل شهادتهم واسكنهم حواصل الطير يا رب العالمين.






















































