18 مايو 2024 09:41 10 ذو القعدة 1445
الحدث
الحدث الخارجي

قصر عابدين..ذاكرة الأحداث التاريخية المصرية

قصر عابدين
قصر عابدين

يعد قصر عابدين من ذخائر الثروة التراثية الضخمة التي تمتلكها مصر من القصور التاريخية الشاهدة على أحداثها فمن قصر المنتزه ورأس التين بالأسكندرية حتى قصور القاهرة العتيقة كقصر المانسترلي والإتحادية والطاهرة وغيرهم.

كل قصر من القصور المصرية يحوي تحف فنية رائعة ترجع إلى العصور الملكية في مصر التي كانت حريصة على الأبهة والفخامة اللازمة لملك مصر والسودان من عائلة محمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة، ويظل قصر عابدين محتفظا بمكانة هامة في الذاكرة المصرية لما يتميز به من موقع فريد يتوسط القاهرة الكبرى بمنطقة عابدين التي حملت نفس اسم القصر، بالإضافة للأحداث الهامة التي مرت عليه من احتجاج ضباط الجيش المصري ضد الخديوي توفيق، إلى نرجسية الرئيس المعزول محمد مرسي والذي أصر على التقاط صور داخل القصر وهو جالس على كرسي الملك فاروق.

في هذا التقرير سنحاول استكشاف تاريخ القصر وسبب تسميته وأهم مادار به عبر قرنين من الزمان.

من عابدين؟

هو عابدين بك الأرناؤطي ولد في ألبانيا وجاء إلى مصر أثناء حكم محمد علي باشا واستقر في منزله الذي سيُصبح فيما بعد قصر عابدين، عمل بالجيش المصري منذ البداية ثم بزغ نجمه داخل صفوف الجيش ما أهله لأن يُصبح أحد قادة الجيش وقتها.

شارك عابدين باشا في الحملات العسكرية التي أرسلها محمد علي إلى شبه الجزيرة العربية بقيادة ابنه إبراهيم باشا عام 1814 ميلاديا، والتي أسفرت عن دخول القوات المصرية لشبه الجزيرة العربية وإسقاط العاصمة الدرعية، قبل أن تتدخل الدول الكبرى حينها (انجلترا وفرنسا) لوقف انتصارات الجيش المصري.

كافأه محمد علي باشا على مجهوداته بتعيينه حاكما لإقليم دنقلا الواقع تحت الحكم المصري حينها عام 1820م ، فحقق نجاحا كبيرا في الحفاظ على الاستقرار داخل الإقليم بسياساته الضريبية العادلة، وظل هناك لمدة خمس سنوات عاد بعدها إلى منزله واستقر به حتى توفي عام 1927م تاركا زوجته وأولاده في المنزل الذ سيتحول لقصر.

تحول منزل عابدين إلى قصر عابدين

جاءت فكرة قصر عابدين موازية لأفكار الخديوي إسماعيل حاكم مصر حينها، حين قرر تنسيق وتنظيم العاصمة المصرية على النسق الأوربي ونقل مقر الحكم من القلعة المعزولة نوعا ما عن الشعب إلى مقر جديد يكون وسط الشعب المصري، فبالملاحظة نجد أن قصر عابدين يقع قريبا من القاهرة الخديوية وجاردن سيتي أقدم الأحياء في مصر، لذلك قرر الخديوي تكليف وزير الأشغال حينها علي باشا مبارك بالتمهيد لإقامة هذا الحي ليكون على النسق الأوربي وكذلك ليظل على مقربة من الشعب.

ولهذا الغرض قام علي باشا مبارك بشراء القصر وتم فتح الشوارع الفسيحة حوله، وأُرسل لكل من يملك بيتًا أو أرضًا رغبة الحكومة في الشراء، ومن أشهر ما أُزيل في المنطقة حينها زاوية الشيخ شحاتة، جامع الزير المعلق الذي بناه الأمير عبدالرحمن كتخدا، زقاق الصياديين وعطفة العلوة، فوصلت مساحة القصر وملحقاته لما يقرب من عشرة أفدنة.

وبدأت عملية البناء على يد المهندس الفرنسي صاحب التصميم الخاص بالقصر "دي كوريل روسو" عام 1863م واستمر لتسعة أعوام بتكلفة 665 ألف و750 جنيه مصري وهو مبلغ كبير بالقياس للفترة الزمنية حينها وبمجرد انتهاء البناء انتقل الخديوي إسماعيل إلى القصر الجديد وأصبح حي عابدين هو مقر الحكم ومن ثما تطورت المنطقة وأصبحت مركز السياسة المصرية في ذلك الوقت، فتم نقل العديد من المصالح الحكومية إلى الحي الجديد؛ المواصلات والداخلية، المناجم والمواصلات، تبعتها السفارات الأجنبية المختلفة كالسفارة التركية والمفوضية النرويجية، ولم تتوقف عند هذا الحد بل نجد إن المؤسسات الصحفية الكبرى حينها ولفترة كبيرة بعدها اتخذت مقرها هناك بداية من البلاغ وروز اليوسف وغيرها، وامتد الأمر تدريجيا ليحيط بالقصر منازل وقصور كبار رجال السياسة المصرية (سعد زغلول، حسين رشدي باشا، محمود باشا الفلكي، محمد محمود باشا).

ذاكرة قصر عابدين

شهد القصر العديد من الوقائع والأحداث التاريخية الشهيرة والتي شكلت مواقف مختلفة للسياسين والحكام المصريين على السواء في أزمات ومواقف مختلفة نرصد أهمها في الأتي:

الأميرلاي أحمد عرابي والخديوي توفيق.

الرواية الشهيرة التي تؤرخ لاحتجاج ضباط الجيش المصري عام 1881م، ووقوف ضباط الجيش المصري في الساحة الخاصة بالقصر احتجاجا على أوضاع الجيش المصري، خاصة بعد صدور عدد من القوانين التى أُصدرت في ذلك الوقت بعزل القادة المصريين وتعيين قادة من الأتراك والشراكسة بدلا منهم وغيرها، وظلت رواية وقوف الزعيم أحمد عرابي أمام الخديوي توفيق وجملته الشهيرة "لقد خلقنا الله أحرارا ولم يخلقنا تراثا أو عقارا " ثابتة في أذهاننا لفترة، حتى قام عدد من مثقفي مصر بالاعتراض على هذا الموقف وهذه المقولة من الأساس، فذكر الكاتب إبراهيم عيسى إنها رواية ملفقة ولم تُذكر في مذكرات عبدالله النديم خطيب الثورة العرابية، وعلى جانب أخر تذكر مذكرات أحمد شفيق باشا رئيس الديوان الخديوي في كتابه "مذكراتي في نصف قرن" والذي ذكر أن عرابي جاء مع الجنود المصريين وافترشوا ساحة عابدين وقدموا طلباتهم والخديوي على باب القصر ولم يذكر ايضا مايشير لمقولة عرابي الخالدة في مذكراته.

الحرب العالمية الثانية وقصر عابدين

كان قصر عابدين خلال الحرب العالمية الثانية مسرحا لكثير من القرارات السياسسية الهامة خاصة مع وقوع مصر تحت الإختلال البريطاني حينها، ففي أثناء اشتداد الحرب وتقدم القوات الألمانية على جميع الجبهات، خشت انجلترا من حدوث أي اضطرابات لها ولقواتها في مصر خاصة مع ضعف الحكومة حينها والتي كان يرأسها حسين سري باشا والمعروف بولائه للإنجليز وضعفه في الوقت ذاته فأنذرت وطلبت عبر سفيرها "مايلز لامبسون" من الملك فاروق تعيين حكومة جديدة قادرة على قيادة الموقف في مصر والحفاظ على بنود معاهدة 1936 وحددت يوم 3فبراير كميعاد نهائي لتعيين الحكومة الجديدة. وهو الإنذار الذي رفضه السياسيين المصريين داخل قصر عابدين ووقعوا على وثيقة ترفض الإنذار البريطاني بتعيير الحكومة وكان في مقدمة المجتمعين داخل القصر مصطفى النحاس باشا.

يأتي اليوم الرابع من فبراير في تاريخ قصر عابدين كيوم لاينسى حيث جاء الإحتلال البريطاني بدباباته وجنوده وحاصروا القصر، ودخل السفير الإنجليزي لامبسون مع قائد القوات البريطانية في مصر الجنرال ستون إلى غرفة الملك فاروق يحملون معهم وثيقة التنازل عن العرش التي أعدها "والتر مونكتون"-الرجل الذي أعد وثيقة تنازل ادوارد السابع عن العرش- ويطلبون منه التوقيع الفوري أو تعيين مصطفى باشا النحاس رئيسا للحكومة الوفدية الجديدة وهو الأمر الذي أشعر المصريين بالمهانة خاصة مع قبول الملك فاروق تعيين النحاس باشا عنوة ونزولا على رغبة الإنجليز بالرغم من الحب والشعبية الجارفة التي كان يتمتع بها النحاس في ذلك الوقت.

محمد نجيب يرفض الإقامة بقصر عابدين

أما في العصر الجمهوري ومع قيام ثورة 23 يوليو، فقد كان الرئيس الراحل محمد نجيب هو أول رئيس للجمهورية حينها، وقد أشار في مذكراته لرغبة مجلس قيادة الثورة حينها في انتقال الرئيس محمد نجيب للإقامة بقصر عابدين لمباشرة شئون الحكم من هناك ولكنه أصر على الإقامة بمنزله في حلمية الزيتون البعيدة عن القصر الرئاسي مع الذهاب للقصر في أوقات العمل فقط وهو ماسار عليه الرئيسان التاليان جمال عبدالناصر ومحمد أنور السادات قبل أن يقوم الرئيس المخلوع حسني مبارك بنقل مقر الحكم لقصر الإتحادية بمصر الجديدة.

مرسي فوق عرش فاروق:

بمجرد أن وصل الرئيس المخلوع محمد مرسي للسلطة في مصر وبعد شهرين فقط من وصوله قام بنقل اجتماعاته إلى قصر عابدين في أغسطس 2012، وانتشرت له صور كثيرة داخل أجنحة القصر، وقد قال حينها المفكر الإخواني الهارب محمد الجوادي تبريرا لهذا الإنتقال بأنه من أجل أن يتمكن الرئيس من الصلاة في مسجد "المالك" الذي يقع أحد أبوابه داخل القصر بينما الأبواب الأخرى مفتوحة على الشارع، وهي حجة بالطبع كانت لإستمالة المهوسيين دينيا بنظرية الرئيس المؤمن الذي ينتقل من قصر لأخر للحفاظ على الصلاة في المسجد، لكن ثمة شواهد أخرى تقول أن انتقال مرسي كان تيمنا بهذا القصر الذي كان مقرا للحكم في عهد الأسرة الملكية، خاصة مع الصور التى أُلتقطت له وهو فوق كرسي الملك فاروق والتي أوحت للكثيريين برغبة جماعته ورغبته الشخصية في الاستيلاء على الحكم ووئد الديمقراطية التي أوصلتهم للحكم باعتبار القصر من رموز الحكم الفردي الملكي إبان حكم أسرة محمد علي.

قصر عابدين يتحول لمتحف تاريخي

وبعد وصول الرئيس السيسي للحكم في 2014 تم تحويل قاعات داخل القصر إلي متاحف تضم قطع تذكارية نادرة من ممتلكات أسرة محمد علي ليستفاد من رؤيتها عشاق التاريخ ليتابعوا أهم التحف التي حازتها الأسرة الملكية المصرية على مدى عقود وكذلك تدعيما للقطاع السياحي في مصر وهو مايمكن أن ينتقل لغيره من القصور الرئاسية العتيقة والفريدة في مصر.

قصر عابدين عابدين باشا تحويل قصر عابدين

الحدث الخارجي

أسعار العملات

العملةشراءبيع
دولار أمريكى​ 18.830318.9083
يورو​ 19.182419.2638
جنيه إسترلينى​ 22.554922.6560
فرنك سويسرى​ 19.360819.4430
100 ين يابانى​ 13.858013.9165
ريال سعودى​ 5.01595.0370
دينار كويتى​ 61.165161.5746
درهم اماراتى​ 5.12645.1481
اليوان الصينى​ 2.80762.8226

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 1,126 شراء 1,137
عيار 22 بيع 1,032 شراء 1,042
عيار 21 بيع 985 شراء 995
عيار 18 بيع 844 شراء 853
الاونصة بيع 35,010 شراء 35,365
الجنيه الذهب بيع 7,880 شراء 7,960
الكيلو بيع 1,125,714 شراء 1,137,143
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

السبت 09:41 صـ
10 ذو القعدة 1445 هـ 18 مايو 2024 م
مصر
الفجر 03:19
الشروق 05:00
الظهر 11:51
العصر 15:28
المغرب 18:43
العشاء 20:12

استطلاع الرأي