يوم وصل المسلمون سويسرا


لا تزال صفحات التاريخ العربي الأوروبي المشترك منذ الفتح الإسلامي للأندلس تعد إحدي العلامات الفارقة بين الدول.
يتحدث الكاتب السويسري "بوجن أولسومر" في كتابه الجميل "أسلافنا العرب" عن التأثر الكبير الذي تعرض له سكان (سان تروبيه) في سويسرا أو منطقة (فراكسينتوم) بالمسلمين !!
.
فقد لا يعلم الكثير بأن البحارة العرب والمسلمين قد مكثوا هذه المنطقة -التي تشكل قلب أوروبا- لوقت طويل ..
.
ويذكر الكاتب السويسري أن (التأثر الإسلامي) يتضح اليوم في ملامح وطباع سكان تلك المنطقة بشكل جليّ حتى لو حاول المؤرخون دحض ذلك!
.
إمارة فراكسينتوم وُصفَت بأنها أعجب دولةٍ إسلاميَّة في البلاد النصرانية قُدِّر لها أن تظلَّ عشرات السنين دون أن يستطيع ملوكُ أوروبا القضاءَ عليها !!
. وتُعرف هذه الدولة أو الإمارة بـ"فراكسينتوم" أو "جبل القلال" ، وتمتد حدودها من ساحل البحر الأبيض المتوسط جنوبًا حتى سويسرا شمالاً، وقد ضمَّت شمال إيطاليا وجنوب شرق فرنسا وأجزاءً من سويسرا .. ودام حكم المسلمين لهذه الإمارة من عام 277 هـ إلى عام 365 هـ !!
.
وقد وصل الرُّعبُ من هذه الإمارة إلى أنَّ أمراء تِلك المناطق كانوا يدفعون لهم الجزيةَ؛ .. وبعضهم كان يستعين بهم على إخوانه من أمراء النصارى الآخرين !!
.
وبلغ من شجاعة هؤلاء الفرسان أنَّ الواحد منهم لا يبالِي بأن يلاقي ألفًا من عوامِّ النصارى لعلمه بأن الرعب قد تملك قلوبهم.
.
ومن الطرائف أن رئيس أساقفة أربونة أراد ذات يوم السَّفر إلى "روما" لأمرٍ مهم ومستعجل، فلم يقدر على السَّفر خوفًا من أمراء فراكسينتوم؛ فلقد كانوا لا يسمحون لأحد أن يمرَّ دون أن يأخذوا منه إذناً رسمياً.