الحدث الفني

سهير البابلي.. أحبت فنان يهودي وارتدت الحجاب بسبب نيفين والشعراوي

سهير البابلي
سهير البابلي

فنانة من طراز خاص تنشر البهجة أينما حلت، تؤدي أدوارها بكل صدق، طبيعية في أدائها، عشقت المسرح حتى النخاع، ظاهرة كوميدية وواحدة من قديرات المسرح التي تركت بصمة في في كل أعمالها، تجعلك تتحسس قلبك من فرط الضحك كلما مرت من على الشاشة، تمتلك خفة ظل وقدرات تمثيلية هائلة، هي "الأبلة عفت" التي لم تنجو من مقالب "المشاغبين" و"سكينة" التي قضت عليها "ريا" و"بكيزة هانم" وهي تواجه عشوائية "زغلول"، هي "سوسكا" الفنانة سهير البابلي.


ولدت سهير حلمي إبراهيم البابلي في 14 فبراير 1937 في فارسكور بمحافظة دمياط، كان والدها لأب ناظر مدرسة ثانوية بالمنصورة وأول من لاحظ موهبتها بعدما دأبت على تقليد الفنانين وعرفت بـ"كوميديانة العيلة"حصلت على شهادة الثانوية والتحقت بمعهد الفنون المسرحية وبجانبه التحقت بمعهد الموسيقى في نفس الوقت ودرست على يد حمدي غيث وعبد الرحيم الزرقاني.


بدأت مشوارها من المسرح القومي بمساعدة المخرج المسرحي فتوح نشاطي وكان يضم "القومي" حينها عمالقة الفن منهم سناء جميل وأمينة وشاركت "البابلي" في عدة مسرحيات أبرزها "المجنون، العالمة باشا، الناس اللي فوق، بيت برنارد ألبا، الخال فانيا"، وذاع صيتها بعد مسرحيتي "شمشون وجليلة" و"سليمان الحلبي" وتألقت في مسرحية "القضية" كانت والدتها رافضة لدخولها الفن للدرجة التي جعلتها تراقبها وفي إحدى المرات عندما كانت تسير خلفها وشاهدتها وهي تدخل من باب المسرح

اتجهت للسينما في أواخر الخمسينيات وعملت بأدوار صغيرة ومع بداية الستينيات قدمت عدة أفلام أبرزها "أخطر رجل في العالم، غرام تلميذة" وشاركت مع عبد الحليم حافظ في فيلمي"البنات والصيف" و"يوم من عمري" وهو أول من أطلق عليها لقب "سوسكا".

من المسرح القومي خطفها المنتج سمير خفاجي لفرقة الفنانين المتحدين وقدمت دور "الأبلة عفت" في مسرحية "مدرسة المشاغبين" التي صنعت بها أسطورتها.

توالت مسرحياتها في فترة السبعينيات بعد نجاح "المشاغبين" أبرزها "ليلى والمجنون، نرجس، الدخول بالملابس الرسمية" حتى جاءت فترة الثمانينيات ومعها النجاح المدوي الذي حققته عندما تقاسمت بطولة "ريا وسكينة" مع شادية.

في تلك الفترة قدمت للسينما عدد من الأفلام المهمة"انتخبوا الدكتور سليمان، استقالة عالمة ذرة" بينما انتزعت ضحكات جمهور الشاشة الصغيرة وهو ينتظر كل يوم مقالب "بكيزة وزغلول".

لم تهجر "البابلي" المسرح في التسعينات وبات كل السر في تألقها وقدمت "عطية الإرهابية، العالمة باشا" وفي السينما قدمت على استحياء "ليلة عسل، يا ناس يا هوه، القلب وما يعشق" وما بين السينما والتليفزيون تجاوز رصيدها الفني الـ 100 عملا فنيا.

تزوجت سهير البابلي 5 مرات الأولى من محمود الناقوري وأنجبت منه ابنتها الوحيدة "نيفين"، والثانية من الملحن منير مراد شقيق الفنانة ليلى مراد، وكان يهودي وأسلم وتزوجته بعد قصة حب وتم الانفصال بسبب غيرته عليها، والزيجة الثالثة من أشرف السرجاني وبعد وفاته تزوجت من رجل الأعمال محمود غنيم وانفصلت عنه وكانت الزيجة الخامسة من الفنان أحمد خليل وجرى الانفصال.

قررت "البابلي" اعتزال الفن وارتداء الحجاب، وكشفت عن السبب في برنامج "100 سؤال" مع الإعلامية راغدة شلهوب أنها شعرت بالخجل من ابنتها "نيفين" التي ارتدت الحجاب قبلها وكانت ملمة بالدين والمواظبة على قراءة القرآن ما دفعها لارتداء الحجاب.

نصحها الشيخ محمد متولي الشعراوي بتقديم أعمال تفيد الإنسانية، وبعد 13 عاما من الاعتزال عادت بمسلسل "قلب حبيبة" 2005 وكانت تنوي العودة بمسلسل "قانون سوسكا" في 2016 وتوقف بسبب مشكلات إنتاجية.

أصيبت سهير البابلي أواخر أيامها بغيبوبة سكر ورحلت في 21 نوفمبر 2021، وتركت خلفها بصمة في المسرح والسينما والتلفزيون ونشرت البهجة والضحك بواسطة أعمالها التي ما زالت عالقة في الوجدان.

سهير البابلي اعتزال سهير البابلي