صفوت عمران يكتب..الإبادة الجماعية لسكان غزة تقلب موازين السياسة في عواصم الغرب
الحدث
حرب الإبادة الجماعية ضد سكان غزة سوف يكون لها تأثيرات واسعة على المشهد السياسي في الدول الغرببة، وهو سر تحول تصريحات قادة الغرب من المساندة المطلقة لإسرائيل إلى تصريحات تبدو متوازنه على الأقل أمام وسائل الإعلام وفي خطاباتهم نحو الجماهير، ورغم استمرار الدعم السري للكيان إلا أن الأحزاب السياسية في العواصم الغربية تواجه انقسامات كبيرة.
أصبح المشهد السياسي في عدة دول غربية يتأثر بتداعيات حرب غزة، وما يحدث ضد الفلسطينيين في قطاع غزة من إبادة جماعية تنفذها إسرائيل، ساهم في تغير المزاج الشعبي العالمى والرأى العام الدولى لدرجة إن 100 ألف صوت فى ولاية ميتشجان من داخل القواعد الشعبية للحزب الديمقراطي أو حزب الرئيس الأمريكي الحالي «بايدن» صوتوا بـ«غير ملتزم» أمام بطاقة «جو بايدن» فى انتخابات الحزب الداخلية لإختيار مرشح الحزب للرئاسة القادمة، وفى بريطانيا انتخب الأنجليز «جورج جالاوى» للمرة الأولى من تسع سنين بسبب دعمة للقضية الفلسطينية، في زلزال سياسي إستلزم خروج رئيس وزراء «ريشي سوناك» فى مؤتمر صحفى بيرد على «الأختيار الديمقراطى» بأنه «عدوان على الديمقراطية فى بريطانيا».. ولا تستغرب عزيزي القارئ هذه التصريحات فأي ديمقراطية لا تحقق مصالح الغرب يتم اتهامها والعمل على القضاء عليها، وأي نظام يحقق مصالح الغرب حتى لو كان ديكتاتوريا سوف يتم دعمه ومساندته لأقصى درجة.
واقعياً.. أدى فوز عضو حزب العمال السابق السياسي البريطاني جورج غالاوي في الانتخابات الفرعية لبرلمان بلاده، لموجة من الجدل، بعدما ارجع فوزه لمناصرته غزة، حيث قال: «هذا من أجل غزة»، حيث ركزت حملته للفوز في الانتخابات بشكل واسع على الحرب في غزة، حيث كان يسعى علناً للحصول على أصوات المسلمين الكبيرة لروتشديل.. كما زينت منشوراته بالعلم الفلسطيني وأعاد تسميتها بـ «غزة جورج».
بل إنه بعد فوزه قال موجها حديثه لزعيم حزب العمال البريطاني: «كير ستارمر، هذا من أجل غزة. إنكم ستدفعون ثمنا باهظا للدور الذي قمتم به في تمكين وتشجيع وتغطية الكارثة الجارية حاليا في فلسطين المحتلة»، ويعتقد جالاوي أن «حزب العمال فقد ثقة الملايين من ناخبيه الذين صوتوا له بإخلاص.. جيلاً بعد جيل».
تأثير الحرب الإسرائيلية ضد سكان غزة على الساحة السياسية في بريطانيا، لم يتوقف عند فوز جالاوي بل امتد ليشمل الحزب الوطني الاسكتلندي الذي طالب بالتصويت في البرلمان البريطاني على قرار بوقف إطلاق النار في غزة، ووقف العقاب الجماعي للفلسطينيين، وهو دفع حزب العمال للمطالبة بحذف فقرة العقاب الجماعي، في تعدي على التقاليد البرلمانية وكانت سابقة خطيرة ما تزال آثارها تتداعى.
أما ما حدث في ولاية ميتشجان الأمريكية التي يقطنها عدد كبير من الأمريكيين العرب انطلقت حلمة بين المؤيدين لوقف الحرب للتصويت بـ«غير ملتزم بمنح صوتي» وهو ما أدى لتسجيل نحو 100 ألف صوت غير ملتزم، ورغم أن هذا التصويت لم يطح بحظوظ الرئيس جو بايدن في انتخابات ترشيحه للرئاسة فإن الحملة أدت، كما تقول صحيفة الجارديان إلى «هز البيت الأبيض».
وتكشف تقارير صحفية غربية أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مثال آخر على التغيّرات التي طرأت في الدول الغربية، فموقفه الحالي المطالب بوقف فوري لإطلاق النار يعاكس المواقف البئيسة لحكومته في بداية الحرب، والتي عملت على خلق جو إرهاب فظيع ضد أي منتقد لإسرائيل..
الجنون الغربي ضد غزة وسكانها يتجاوز دور إسرائيل الوظيفي، فمنذ بداية الحرب تشارك قوات أمريكية وبريطانية وفرنسية ونحو 11 دولة أخري إلى جانب الجيش الإسرائيلي، وهناك تقارير تؤكد أن حركة حماس نجحت في القبض على عدد ليس بقليل من مقاتلي هذه الدول، لذا هناك صراع داخلي واسع في تلك الدول بين استمرار الحرب أو وقفها .. لذا فإن القادم يبدو مختلف على الساحة الغربية دعونا نراقب ونحلل.