سعاد خفاجي تكتب ..نفسي زعلانة
الحدثفي كثير من الأحيان، نمر بلحظات نشعر فيها بالضياع، وكأننا نعيش في عالم من العزلة، حيث لا يفهمنا أحد. قد نظن أن الحزن الذي نشعر به يعود إلى تصرفات الآخرين أو مواقفهم تجاهنا، ولكن الحقيقة في كثير من الأحيان تكون أكثر تعقيدًا. قد أكون زعلانة على نفسي، وليس بالضرورة بسبب شخص آخر.
أحيانًا، أشعر بالحزن على كل ما أريده في الحياة ولم أتمكن من تحقيقه. أرى أحلامي تتلاشى أمام عيني، بينما أعيش حياة لا تعكس تلك التطلعات. أتساءل: لماذا لا أستطيع الوصول إلى ما أريد؟ لماذا أشعر وكأنني أركض في دائرة مغلقة، دون أن أحقق أي تقدم؟ هذا الشعور بالاحباط يؤلم نفسي، ويجعلني أعيش في حالة من الزعل المستمر.
كما أنني أشعر بالوحدة، حتى عندما أكون محاطة بالناس. أحيانًا أكون في تجمعات اجتماعية، لكنني أظل أشعر أنني بعيدة عن الآخرين. لا أحد يعي ما أشعر به في أعماقي، ولا أحد يمكنه فهم تلك اللحظات التي أحتاج فيها إلى الدعم والتفهم. هذا العزلة الداخلية تجعلني أزعل على نفسي، وعلى تلك الحاجة الملحة للاتصال الحقيقي.
كذلك، هناك مواقف كثيرة أجد نفسي فيها، لكنها ليست من اختياري. أشعر بأنني محاصرة بين خيارات لم أكن أرغب فيها، وأتمنى لو كان لدي القدرة على تغيير مسار حياتي. الخذلان يأتي من أقرب الناس إلي، وكأنهم لا يرون ما أعانيه. أحاول أن أكون قوية، لكن في بعض الأحيان، يتسلل الإحباط إلى قلبي، وأجد نفسي حزينة على ما أعتبره خذلانًا.
الحياة قد تكون متلخبطة، مليئة بالتحديات والمفاجآت. قد أكون زعلانة على نفسي بسبب الفوضى التي أعيشها، وعدم القدرة على السيطرة على الأمور، أو حتى بسبب انعدام التوازن بين العمل والحياة الشخصية. أشعر أحيانًا بأنني أعيش في عالم من الفوضى، حيث لا أستطيع أن أجد لنفسي مكانًا ثابتًا.
وبالرغم من كل هذا، أتعلم أن الزعل على النفس ليس شيئًا سلبيًا دائمًا. إنه جزء من رحلة النمو والتطور. قد يكون الحزن دافعًا لي لأعيد تقييم حياتي وأهدافي. قد يدفعني للاهتمام بنفسي أكثر، وللبحث عن السبل التي يمكنني من خلالها تحقيق ما أريد.
في النهاية، أستطيع أن أكون زعلانة على نفسي، ولكنني أيضًا أستطيع أن أكون فخورة بما أنا عليه. سأستمر في السعي نحو الأفضل، وسأسمح لنفسي بالشعور، لأن كل شعور يحمل درسًا. قد تكون اللحظات الصعبة هي التي تصنع مني شخصًا أقوى، وأكثر قدرة على مواجهة الحياة.