الشيخ فيصل الصباح يكتب: تقارير المنظمات الإنسانية والمصلحة العليا للكويت


بين حين وآخر تطالعنا تقارير ما يسمى بالمنظمات الإنسانية وكلنا يعرف من وراءها ومن يديرها وتفيد هذه التقارير سواء كانت صحيحة أم مبالغاً بها أو مدسوسة لأسباب لا تخفى على أحد بأن الكويت بدأت بإلغاء إقامات أكثر من نصف مليون مقيم على أرضها ممن بلغوا الستين أو من العمالة السائبة أو من مخالفي الإقامات وقوانين العمل.
وتهدف هذه التقارير إلى تشويه سمعة الكويت وعدم إحترامها لحقوق الإنسان ولهؤلاء نقول أن إعادة ترتيب التركيبة السكانية هي في مصلحة البلاد العليا بعد أن تضخم عدد المقيمين جراء تجارة الإقامات الذين لا يراعون مصلحة بلدهم وهم يستقدمون إلى الكويت كل من هب ودب مقابل حفنة من المال ويكبدون البلاد خسائر بمئات الملايين سواء في الخدمات المجانية أو الرمزية التي تقدم لهم في الطبابة والعلاج والدواء.
بالإضافة إلى أن هولاء يخلقون بيئة أمنية متوترة ومنهم من يرتكب جرائم غير مشهودة بسبب إتجارهم أو تعاطيهم للمخدرات التي غزت المدارس والجامعات الامر الذي فكك العائلة والمجتمع وغابت القيم الإجتماعية الراقية التي إعتدنا عليها أباً عن جد قال لي أحد كبار الدبلوماسيين الفرنسيين إن أهم بند في الدستور الفرنسي.
وكذلك في دساتير الدول المتقدمة هو بند La Raison D’etat أي المصلحة العليا للبلاد التي تفوق كل البنود الأخرى وتتقدم عليها ويضيف الدبلوماسي وكذلك غيره أن الكويت أستحقت عن جدارة لقب دولة الإنسانية وأن أميرها السابق الشيخ صباح الأحمد رحمه الله استحق لقب قائد الانسانية من أرقى وأعلى المحافل الدولية وهذا لم يأتٍ عن عبث أو للمجاملة أو غير ذلك بل بناء على واقع مدروس وتحت مراقبة العالم ولم يعد مهماً ما تذكره منظمات حقوق الانسان المشبوهة لتشويه سمعة الكويت فالحقوق الطبيعية يجب أن تكون للوطن وأمنه ورفاهية أهله بالحدود الدنيا وما عدا ذلك ليس مهماً بعد ان تحولت البلاد الى مرتع للتسيب والفساد والإفساد بل منصة لكل من يريد مهاجمة أو شتم نظام عبر وسائل التواصل التي أصبحت أوكاراً ليس فقط للجريمة المباشرة بل أوكار لتجارة اللحم الابيض الحرام.
ونحن نستغرب موقف التجمعات أو ما يسمى بالأحزاب التي تحاول نهش جسم الدولة وهي تعرف أن المواطن الكويتي يعيش برعاية الدولة في كل الظروف وخير دليل على ذلك أن الشعب الوحيد في التاريخ الذي شرده الغزو الغاشم لكنه ظل يعيش بكرامة وتصله مخصصاته إلى أقاصي العالم أنني هنا أدق جرس الإنذار خوفاً على الكويت وعلى كل المواطنين أن يتقوا الله في بلدهم وأن تتضافر جهودهم لإعادة ترتيب أوضاعهم المعيشية والاسكانية والأخلاقية اللهم أني بلغت اللهم فاشهد.