عمرو وهيب يكتب: مساعد الليثي الذي أعرفه


اليوم سأكتب عن صديق عزيز لا يختلف عليه اثنين، ورغم أن صداقتنا ممتدة منذ حوالي خمسة عشر عاما إلا أن شهادتي فيه لن تكون مجروحة، ببساطة لأنها لن تختلف عن شهادة كل من تعامل معه أو اقترب منه، فهو حبيب الكل وله مواقفه العظيمة إنسانيا ومهنيا مع كل من تعامل معه، صديقي المحترم هو الكاتب الصحفي الكبير مساعد الليثي، صاحب القلم الحر الصادق الذي لم يتخلى يوما عن مبادئه ولم يخذل ابدا أصدقائه أو زملائه، لم أتعجب مطلقا من كم ما كتبه الصحفيين في حب مساعد الليثي قبيل انتخابات نقابة الصحفيين التي كان مشاركا فيها لأني أدرك جيدا قيمته إنسانيا ومهنيا، ولو دعوت كل من أقترب منه للكتابة عنه وعن مواقفه النبيلة والعظيمة، سيندهش من لا يعرفه من مدي شهامته وإخلاصه ورجولته وصدقه.
من الناحية الإنسانية لن تستطيع الكلمات وصف صديقي المحترم مساعد الليثي، فلن أجد كلمات تعبر عن مدى وفاءه واحترامه لنفسه ولمن حوله، مساعد إنسان محب لمن حوله خدوم لأقصى درجة لمن يعرفه ولمن لا يعرفه وطني حتى النخاع يعشق بلاده عشقا حقيقيا وليس عشقا مزيفا أو منقوصا.
أما من الناحية المهنية تجده مغوارا مقاتلا مثابرا قلمه مختلف ومتميز، هكذا هو مساعد الليثي حينما يكتب فرؤيته لتناول أي موضوع تكون دائما شاملة وافية كاملة الحقائق هكذا هو قلمه كما تعودنا عليه دائما.
مساعد الليثي ليس محررا اقتصاديا عاديا، بل هو محقق شامل حيث بدأ حياته المهنية بقسم التحقيقات بجريدة المسائية القومية اليومية " الأخبار المسائي حاليا " وبعدها قسم التحقيقات بجريدة النبأ الجريئة التي انطلق فيها الليثي بالخبرات الاقتصادية التي تراكمت لديه أثناء وجوده بجريدة عالم البورصة وجريدة استثمار التي كنت شاهدا على ادائه الرائع بها فقد كنت مستشارا اقتصاديا للجريدة التي كان يرأس تحريرها الصديق محمد الضبعان.
هذه الخبرات مكنت الليثي من الانفراد بتحقيقات اقتصادية قبل ثورة يناير وبعدها لم يكتبها غيره من صحفي الاقتصاد، فقد انفرد بكشف التلاعب بسهم أجواء في البورصة قبل وقوع عملية التلاعب بشهور طويلة من خلال فحص ميزانية الشركة مع محاسبين ومتخصصين وكشف خطة المستثمر السعودي قبل وقوعها إلا أن السوق والمستثمرين لم يدركوا خطورة ما توصل إليه صديقي العزيز مساعد الليثي ووقع الجميع في الفخ وحدثت واقعة أجواء التي اصبحت حديث البورصة وأسواق المال لعدة سنوات بعدها، لدرجة اني اتذكر مواجهة شريف عبدالرحمن في برنامج البورصة على قناة أون تي في وقتها لمسئول بالشركة بالتحقيق الذي انفرد به مساعد الليثي بعد عام كامل من نشره وكأنه يقرأ المستقبل وكنت فخور بصديقي الحبيب وقتها.
لم تتوقف انفرادات مساعد الليثي عند أجواء بل تخطاها لما هو أخطر وشائك فقد دخل عش الدبابير في عهد مبارك وكتب عن أحمد عز وشركاته بلا خوف ولا مواربة، بل كشف المستور عن بعض وزراء حكومة نظيف بتحقيق قنبلة كشف فيه بالأسماء بعض الوزراء المتعاملين في البورصة والمستفيدين من وجودهم في مناصبهم ضاربين مبدأ تعارض المصالح عرض الحائط، كشفهم الليثي بالاسماء ونفى البعض وقتها إلى أن نصرت الأيام صديقي وظهرت بعد يناير ٢٠١١ حسابات الوزراء كما كشفها المبدع النشيط الذي لم يحصل على حقه حتى الأن.
استمرت انفرادات الليثي وخبطاته الصحفية التي لن ينتهي المقال لو استرسلنا فيها ولكن وجب أن أذكر انفرادا كبيرا رصده الليثي أثناء وجوده رئيسا لقسم الاقتصاد بجريدة وموقع أهل مصر في ٢٠١٧ في وقت غابت فيه الانفرادات الصحفية حيث انفرد وأكد أن الدكتور مصطفى مدبولي هو رئيس وزراء مصر القادم وقتها، وهو ما تحقق بعدها بشهرين حيث جاء مدبولي قائما بأعمال رئيس الوزراء، وأكد في ٢٠١٨ في جريدة الحدث الاقتصادي التي كان يرأس تحريرها أن مدبولي مستمر وهو الرئيس القادم لوزراء مصر في الوقت الذي كان يتوقع الكثيرين اسماء أخرى.