شجون حسن تكتب: ” العظمه لله ”
الحدثأيها العظماء، لا تخلد التماثيل المنصوبة غير ذكري ناحيتها، ولا تسمع آذان الموت الصماء نغمات النواح المترددة في أناشيد الرثاء، رب يد تحت الأرض لو أتيح لها الحظ في حياتها لكانت يد البطل الذي يهز العروش ويزعزع التيجان، رب قلب رقيق حنون لو عاش في عالم غير هذا العالم لكان قلب ملك عظيم ينشر الحب والعطف والسلام في كل ركن من الأركان.
كم من لؤلؤة دفينة لم تعثر يد الغواص عليها فظلت حبيسة صخورها، وكم من زهرة لم تكد تتفتح حتي هبت عليها ريحٍ عاتية فأذبلتها،وكم من ماسة إنطفأ نورها وظلت دفينة منجم الفحم المظلم ،وكم من قريحة لم تصقلها العلوم والتجارب فعاشت مهملة حتي انطفأت شعلتها،ولو أنها قدرت لغيرت وجه الكون وبدلت الأرض غيرالأرض والسماء غير السماء.
العظماء لا يطمعوا في شيء من شؤن الحياة، ولا يطلبوا ثمثالاً يقام لهم، ولا قبة تقام فوق أضرحتهم، ولا صفحة من صفحات التاريخ تخلد فيها اعمالهم، بل يطلبوا طاقة نور تونس مضجعهم، وقطرة غيث تبل ثراهم، ما اعظمهم وما أزهدهم.