فراق الحبايب! أبي الحبيب وعمي العزيز.. أسألكم بدموع تسبق الكلمات لماذا يرحل الطيبون؟.


بقلم : سمر صالح
علمني يا أبي كيف أصبر علي فراقك؟ كيف أتغلب على لوعة الرحيل وكسرة القلب؟ كيف أتحمل اليُتم؟ فاليتم كالعلقم شديد المرارة. يا أبي الحبيب.
أخبرني كيف جدد رحيل عمي العزيز نار الفراق في صدري؟ لم أعد أتحمل مشهد الفراق والنعش والمشيعين. لا أستطيع البوح الفراق حزن كلهيب الشمس.
ما أقسى أن تذهب إلى أماكن الأحباب وتجدها خاوية دونهم. في تلك اللحظة تبكي الجدران على حزن قلبك. يضيق صدري ولا ينطق لساني.
يا أبي كيف أصف ذاك الفراق؟ العبارات لا تكفي، فالرحيل قاتل صامت يخنق الصدور ويجعل الحياة أكثر قسوة.
رحلت يا عمي العزيز لتجاور أبي الحبيب وتركت نيران الفراق تعبث بقلوبنا، فأدعو الله أن يطيب ثراكما ويرحم روحيكما الطاهرتين.
يا ليت الزمان يعود واللقاء يبقى ولكن كل شيء مضى وظلت الذّكريات قاموسا تتردد عليه لمسات الوداع والفراق.
كان الفراق أبشع من جميع نهايات قصص الحب التي قرأتها، فالفراق نار ليس لها حدود لا يشعر به إلا من اكتوى بها.
في مشهد بهيج أتت ملائكة الله ترفع روحيكما إلى جنة عرضها السموات والأرض تريانها أنتما فتبتسمان وتضحكان في نعشكما، لكننا لا نري سوي أجساد نائمة كالملائكة يحزننا فراقها.
يرحل الطاهرون من الأرض فرحين بما أتاهم الله من فضله، يقول لهم الله ادخلوا جنتي من أي باب تشاؤون، فروحاكما الطاهرتان لا تعرفان سوى السلام.
يخطف الموت الأحباب وينتقي الطيبين الطاهرين وليس علينا أن نقول إلا ما يرضي الله ولا يكون في أيدينا شيء سوى الدعاء.
فاللهم ارحم من مات في الدنيا ولم يمت في قلوبنا وأسكنهما جنة عرضها السموات والأرض.