رأي الحدث

عبد الرحمن عبادي يكتب.. كارت أصفر للبعثات والوافدين

عبد الرحمن عبادي
عبد الرحمن عبادي


ما يحدث في إدارة البعثات والوافدين بوزارة التعليم العالي مثال يمكن الاستدلال به على أن الجهود والمليارات التي تصرف لبناء المنشآت والتحديث وتحسين صورة التعليم المصري وتطويره - وهى جهود لايمكن إنكارها أوتجاهلها - من الممكن أن تضيع هباء بسبب عدم إحسان اختيار أفراد المنظومة، وفشل ذريع في إدارتها .
خلال ٢٤ ساعة فقط تعرضت لثلاثة وقائع كلها دالة وكاشفة ،الأولى عندما تحمست بإقناع صديق تربطه صلة قرابة بطالبة عربية بأن الالتحاق بالجامعات المصرية أصبح ميسورا دون تعقيدات بعد استحداث منصة ادرس في مصر وتحويل عملية القيد إلى عملية شبه إلكترونية بالكامل مؤكدا له الموضوع لن يستغرق أسبوع واحد مابين التسجيل والقبول طالما أوراق الطالبة مستوفاة كان ذلك قبل شهر ،بعدها بإسبوع تلقيت اتصالا من الصديق يشكرني ويؤكد وصول الطالبة لمصرخصيصا من بلدها أول يوليو لإتمام إجراءات القيد فى الكلية قبل أن يفاجأنى أمس بأن الطالبة تراجعت عن الالتحاق بجامعة مصرية بعد أن عاشت على مدى الأسابيع الثلاثة كعب داير بين إدارة الوافدين والكلية التي تم ترشيحها لها بسبب طلب الكلية خطاب القبول الورقى من إدارة الوافدين التي يبدوا أنها فى وادي آخر.
الواقعة الثانية تخص شكوى زميل فشل على مدى أكثر من شهرين فى الحصول على إفادة من الإدارة لاستكمال إجراءات قيد ابنه خارج مصر بعد أن أغلقت أمامه أبواب الجامعات المصرية .
أما الواقعة الثالثة فتكفى وحدها للتحقيق مع مسئولى إدارة البعثات بتهم أقلها الإهمال والتقصير الواقعة التى تلقيت تفاصيلها في رسالة من صديق مرفقا بها مستنداتها كاملة تتلخص في أن موظفي إدارة البعثات المصونة كادوا يتسببون في إضاعة مستقبل العديد من الباحثين المبتعثين بأموال الشعب للحصول على الماجستير والدكتوراه لأن الموظف المعنى بتلقى إيميلات المكاتب الثقافية بالخارج نسى أوسهى عن اوتقاعس أو وقع في خطأ غير مقصود كما قالوا للمتضررين بعدم طباعة الإيميلات الواردة بتمديد إجازة المبتعثين من المكتب الثقافي بالولايات المتحدة الأمريكية وعدم إرسالها لكلياتهم منذ ١٣ يونيو الماضي وحتى الآن بمايعنى مرور أكثر من شهر وهو فترة كافية لفصل المنقطعين عن العمل .اللافت أن المسئولين عن الإدارة اكتفوا بالاعتذار لأهالى المتضررين القادمين من شتى محافظات مصر كعب داير طوال الشهر الماضى للسؤال عن خطابات التجديد التي لم ترسل لكليات المبتعثين رغم إرسال المكتب الثقافي ما يفيد إرسالها لإدارة البعثات وعفى الله عما سلف .
عارف إن الواتس والماسنجر لن يتوقف اليوم عن حكايات أصعب من ذلك وأعلم فعلا كثيرا من الوقائع ..لكن هدف ما كتبته ليس الفضح والتشهير ولكن فقط لفت النظر قبل فوات الآوان لأن ماتم صرفه على التحديث والتطوير ليس بالقليل ، وليس هناك أصعب من الصور والوقائع التي يستقبلنا بها أشقائنا العرب ،وأبنائنا المبتعثين عندما نقول لهم مفتخرين الوضع اتغير وانسوا كل اللى كنتم بتشوفوه قبل كدا،ولن أنسى صور فوضى إدارة الوافدين التى أرسلها لى مسؤول عربى شقيق عندما سألته لماذا لاتعترفون بمعظم جامعاتنا ولاتشجعون أبناءكم على الالتحاق بها.

البعثات التعليم العالي عبدالرحمن عبادي خالد عبد الغفار