رأي الحدث

صفوت عمران يكتب.. ساويرس الذي لم يحاسبه أحد ويحاسب الجميع

صفوت عمران
صفوت عمران

نجيب ساويرس «رجل المال» الذي حصل على شركة الاتصالات المصرية «موبينيل» تقريبا بأقل من 10% من قيمتها الحقيقية أثناء تولي كمال الجنزورى رئاسة الحكومة في زمن الخصخصة الذي كان مسمار في نعش نظام مبارك.. نجيب المديون بنحو 8 مليار جنيه للحكومة المصرية ضرائب لم يدفعها عن شركاته منذ سنوات تساوي نحو 16 مليار جنيه لو وضعنا في الاعتبار حجم التضخم وتعويم العملة المحلية، بينما لو مواطن بسيط عليه 80 جنيه تلقي به الدولة خلف القطبان دون رحمه.. حيث يعتمد ساويرس على المثل الشعبي القائل: «اللي لية ضهر ميضربش على بطنه» .. لذا الرجل الذي يعتبر هو وعائلته «الابن المدلل للمعونة الأمريكية في مصر» والذين حصلوا على مليارات في أعمال بالأمر المباشر نتيجة هذه العلاقات، ومازالوا يعملون حتى الآن في مشروعات يحوم حول كثير المنها الشبهات دون أن يستطيع أحد مواجهته لأنه يحظى بالحماية الصهيوامريكية.. كما قالت سياسي مخضرم قبل سنوات: «نجيب عضمه كبيرة صعب اكلها ولو حد حاول تقف في زوره تشرخه» في تأكيد منه على حجم إبن ساويرس الذي يعشق إثارة الجدل وهو يسير في طريق تحقيق مصالحه.

ساويرس الذي زهد عالم المال وتفرغ لخدمة المشروع التخريبي مستفيداً من مواقع التواصل الاجتماعي وشهرته، لم يضبط يوماً متلبسا على تويتر أو خارجه يقدم رؤية إصلاحية .. فقط تدوينات تثير الفتنة أو تناقض قيم واستقرار المجتمع، معتمداً على مساندته التلقائية من جانب جمهور عريض بات يعمل الآن ضد مصر، خرج علينا بتدوينه مضللة يريد بها النيل من اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري «ماسبيرو» .. ساويرس «مش عارف الفرق بين الإعلام الخدمي والتنويري الذي يشكل الرأي العام ويحافظ على الأمن القومي للبلد وثوابت المجتمع وبين البيزنس الحرام وسرقة أموال الشعب.. بس معذور بسبب جهله وإن كان حاصلاً على بكالوريوس في الهندسة!».


ساويرس الذي نحترم أحياناً شجاعته، ونقدر اعتزازه بجذور عائلته الصعيدية .. والذي يردد دائماً «أنا صعيدي» عند كل خلاف ليضمن مساندة شريحة من الجمهور عملاً بـ«منطق القبيلة» الذي بات مسيطراً على أي صراع مصر .. فعند أي خلاف يجري كل طرف بسرعة لـ استدعاء قبيلته» لدعمه سواء كان بإسم الدين أو المنطقة الجغرافية أو الوظيفة والمهنة أو التيار السياسي .. وهنا نحن ننصحه: «يا سيد ساويرس بلاش سفسطة وبلاش ادعاء المفهومية عمال على بطال» .. حتى لا يتهمك الناس بانك أيضاً عباره عن «شوال رز اتكون بنهب المال العام وخدمه صناع القرار العالمي».

الواقع .. نحن ندرك أن ما تذكره من آراء هنا وهناك وأن لاقى قبول البعض إلا أنها «شجاعة تصفية حسابات وليس شجاعة مبادئ» ..و «اعتزازك بجذورك شو ومنظره ولا يوجد عليه أي دليل على الأرض»، وحتى اليوم لم تقدم أي شئ يذكر لمحافظة سوهاج «مسقط رأس عائلتك»، وسبق عقب ثورة يناير 2011 أعلنت عن جائزة لتعزيز التنمية في المحافظة باسم إبن سوهاج شيخ الأزهر السابق الدكتور محمد سيد طنطاوي و «طلعت فنكوش».

ساويرس نتفق ونختلف في حاجات كثيرة تقولها جائز، ومسموح به في إطار حرية الرأي والتعبير.. لكن يبقى دورك التخريبي الاقتصادي والفكري واضح، دور ربما يصمت الكثيرون عنه لأسباب داخلية وخارجية .. لكن لا يليق أن ترتدي الثوب الإصلاحي وتقول ما يهدم مؤسسات الدولة .. فهذا تناقض واضح .. لا تدعي انك وطني بينما أنت أول واحد ينط من المركب وشركات "آل ساويرس .. أنت واخوتك» كلها الآن منقوله خارج مصر .. الآن تحاول أن تكون شريك في محاولة تشويه ماسبيرو والتمهيد للقضاء علية بالتعاون مع الحكومة والسلطة التنفيذية التي كنت قبل أشهر في صدام معها، وتدعي دائماً أنك على خلاف معها .. إذن نحن أمام خلاف مصالح وليس خلاف مبادئ.. اليوم نجدك تتبنى نفس أجندة الحكومة حيال ماسبيرو .. إذن انت إنسان تخريبي بامتياز .. يحركك مبدأ المصلحة دائماً.. ولك نصيحة:

1- يا ريت تركز في أسباب فشل مهرجان العري بتاعك ولماذا اغلق أبوابه.. ويبقى السؤال: هل صحيح المهرجان كان معمول لكي تسويق عقارات الجونة وبعد ما تم تسويقها، وانتهيت من بيعها، «مبقيش للمهرجان لازمة»؟، وهل صحيح إغلاق «مهرجان العري» .. «مهرجان الجونة سابقاً» تم بعدما رضخت لـ«تركي آل الشيخ والسعودية» اللذين أطلقوا مهرجان «البحر الاحمر السينمائي» وطلبوا أنه يكون مهرجانهم هو المهرجان الوحيد على سواحل البحر الاحمر وقبلت صمتاً بعدما جاتلك التعليمات ؟!.

2- يا ريت تقولنا لية بعد ما «أبناء ماسبيرو» ساهموا في نجاح في إنجاح مشروع «إنشاء قناتي او تي في، اون تي في» بـ«مجهودهم واموالك» بعت القناتين، لماذا بعتهم بعد كل هذا النجاح؟! ولماذا تتنكر لمن ساندك من أبناء ماسبيرو في تلك القنوات؟ أم أنك رجل مال، يهمك المال فقط، بغض النظر عن القيمة الفكرية والثقافية؟!.

الزملاء في «ماسبيرو» ذلك المبنى التاريخي ذو التأثير والدلالة.. وأحد مؤسسات الإعلام الوطني الذي لا يقدر بثمن، قادرون على الرد عليك .. لكن عيب ما تدعيه من أن «مبنى ماسبيرو» يسبب الزحام على «كورنيش القاهرة» بينما في نفس الشارع يوجد عدد 2 برج يمكلهما رجل مال اسمه نجيب ساويرس» بناهما بعد الاستيلاء على أرضهما بالتلاعب بعدد كبير من السكان القدماء بالترغيب والترهيب .. ابدأ بنفسك و«اهدم البرجين بتوعك أولاً وبعدها تحدث عن زحام الكورنيش»!!.

ويبقى السؤال حاضر دائماً .. كما قال الفنان محمد صبحي: «ما قيمة أن يكون الرجل غني بماله، وفقير بعلمه وأخلاقه، أشفق على جاهل يتألم من جهله»، مضيفاً: «أتعجب من جاهل يداري جهله بلسان ذاق مرارة سوء أخلاقه.. والمال لا يرفع قيمة الجاهل ولا يغني من كان في وطنه مكرما غنياً».

صفوت عمران