سعاد خفاجي تكتب ..الرحيل في هدوء
الحدثالأعمال الدرامية دائما تُظهر لنا مدي العلاقات بين الأشخاص و مدي الصح و الخطأ الوارد فيها، فهي مرآة المجتمع من جانب وعامل مهم ومؤثر في توجيهه من جانب آخر .
وقد أصبح معظم الناس يأخذون أخلاقهم من المسلسلات والأفلام ويتداولون الألفاظ بين بعضهم البعض ويقومون بردود أفعال سيئة أو حتى غير واقعية .
بعض الأشخاص يرى أن قمة الإنجاز هي أن يتباهي برد فعله السيئ المأخوذ من موقف درامي ، دون أن يضع في الحسبان الأذى النفسي الذي سببه في نفس الشخص الموجه له الفعل أو حتى رد الفعل .
كل منا له أشخاص مقربين جداً من نفسه ، و لكن قد يحدث إنفصال بسبب رد الفعل غير المحسوب ،ففي لحظة الغضب كل طرف يبحث كيف يكون هو موقفه وقدرته على إظهار أنه على حق ، ولا يبحث عن كيفية الحفاظ على العلاقة.
لا أحد ينظر للأفعال الحسنة التي حدثت في الماضي.
الجميع ينظر للموقف العابر الذي حدث الآن ، و لا أحد يتراجع عما يفعل بل يشتد العراك بين الطرفين في لحظه مكسب أو خسارة .
كل الطرفين يرى أنه علي حق لكن الحقيقة ، أن الطرفين مخطئين !
لقد مررت بتلك اللحظات ، ولم أُدرك الأمر إلا بعد فوات الأوان ، لم أكن وقتها أستطع التراجع أبدا لأن الضعف قادني للمواجهة دفاعاً عن نفسي وموقفي .
عدم القدرة علي رؤية ذاتي في موقف الضعف ، فالضعف قادني لضعف أكبر دون أن أقاوم الأمر بالتسامح.
التسامح هو القوة الحقيقية القادر على إذابة كل المعوقات والبذاءات التي تواجهنا في الحياة.
التسامح مع النفس ، وعدم جلد الذات ، قبل التسامح مع الآخرين ، أقوي بكثير من صراع القوة.
البحث عن السعادة هو الأفضل والأجدى من البحث عما هو خطأ ومن المخطئ ؟
الحقائق مؤلمة والشيطان يكمن في التفاصيل فكلما فتشت عن الخطأ ، أيقظت الشياطين من نومها.
لا أرى نفسي إلا ضيفاً في حياة الآخرين حتى في علاقتي العميقة ، أحاول أن أكون ضيفاً خفيفاً ، فإن حققت السعادة والألفة لهم ، حققوا هم لي الأمر ، وإن فشلت ، أحمل نفسي هذا الفشل ، لكني لا أجلد ذاتي ، وأرحل في هدوء.
كاتبة المقال:
مخرجة بالتلفزيون المصري