طاهرة جمال تكتب .. الحب الأول

كانت الوسطى بين اخواتها سمراء عيونها سوداء ذكيه غايه في الشقاوه في المدرسه او في المنزل كانت دائمه الحركه والفرحه رغم الكوارث المتعدده التى تحدث منها لاتتحدث كثيرا ولكن تتحرك كثيرا تلعب كره القدم وتحبها حبا شديدا رغم ان والدها واخوها لا يحبوها مطلقا عند اذاعه مباراه لكره القدم تجدها مهتمه بالمشاهده وتعرف لاعبين جيدا والدها رغم عدم حبه لكره القدم كان يحترم وقت المباراه ويجعلها تشاهدها ويتركها تشجع وتصرخ وتجرى في المنزل بعد كل جوول ويشجع معها وكانت عندما يفوز فريقها المفضل تجرى تحتضن ابيها
كانت لاتهتم كثيرا بشئون البنات تذهب للمدرسه وهى مصففه الشعر كذيل حصان وبنطلون وجاكت يونيفورم المدرسه دائما كانت تختار هذا وتترك الجيب لانها غير مريحه وليس استنكار لجنسها ولكن تحب ان تكون مرتاحه فيما ترتديه ليناسب الشقاوه والعفرته في يوم دراسي في المدرسه تعرضت لتنمر من قبل زملائها الذكورلانها فازت عليهم في مباراه كرة القدم لم تهتم ولم ترد عليهم سوى انها تركت المكان وقالت كلمه واحده نتقابل الماتش الجاى وجريت علي باب المدرسه لتحتمى في حضن ابيها وسالته وهم في الطريق بابا هو انا بعمل حاجه غلط قالها ليه انتى عملتى ايه ياشقاوه ..
قالت له كسبت زملائى الاولاد في كره القدم اتريقوا عليا وقالولي انتى عامله نفسك ولد ياسوده
فسالها والدها وانتى عملتى ايه ؟
قالت له : ولا حاجه طنشتهم وقولتلهم اقابلكم الماتش جاى
قالها : جدعه انتى تصرفتى صح تردى عليهم في الملعب مش بالخناق وهما متغاظين انك كسبتيهم وعلي فكره هما مش بيكرهوكى بدليل انهم بيحبو يلعبوا معاكى رغم انك بتكسبيهم وبكره هبعت معاكى حلويات تديهالهم بكره لما تروحى المدرسه
ولو قالو عملوا ليكى حاجه تانى انا هجيلك المدرسه
البنت استغربت وعملت كده فعلا تانى يوم وقالت لهم بابا لماعرف انى كسبت قالي لازم تعزمى اصحابك
وهنا الاب عمل اعظم تصرف البنت اتصرفت بثبات من اجل الثقه الي والدها اعطاها اياها وشعرت انها قويه لسند والدها لها لو كانت ذهب تشتكى لوالدها وعنفها انها زى الولد وشقيه كان جعلها ضحيه لتنمراتصرف بتدرج مع الفعل بدا بالسلام والهدايا لانهم مجرد اطفال وطمن البنت انهم لو كررو التنمر انه هيجلها ويحميها البنت دى كبرت وعمرها مافي شاب لف دماغها او ضحك عليها او صدقت كلام الشباب المراهقين لماذا ياساده ؟
عشان والداها كان الحب الاول في حياتها الداعم والسند مشبع احتياجاتها من المدح والاحتواء والتقبل لذلك مهما سمعت بالخارج لم يكسر ثقتها بنفسها ولم تكن متعطشه لاى كلام كاذب لشعورها بانثوتها ووجودها
لذلك رجائى لكل اب كن الحب الاول في حياة بناتك لا تكن السبب في ان يكونو ضحايا تنمر او تحرش او مصائب اخرى ماانزل الله بها من سلطان اسمعهم قدرهم ساعدهم انت النموذج للجنس الاخر اجعلها تتعرف علي جنس الاخر من خلالك تحكى لك اسرارها عشان تحميها الله جعلك قوام ليس علي زوجتك فقط ولكن علي اسرتك وللقوامه ادوار ومنها ان تحمى اهل بيتك ليس بالمال والقوه فقط ولكن بالسند المعنوى قبل المادى والداعم نفسي لهم
كن الداعم والحب الاول في حياة بناتك لاتكن الظالم الاول في حياتهم
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) متفق عليه.

كاتبة المقال:
استشارى أسرى ولايف كوتش