شريف نور يكتب ..رائد الموسيقى القومية في مصر

من وجهه نظري ، في بدايات فرقة رضا للرقص الشعبي كان على المؤلف الموسيقي للفرقة علي اسماعيل التنقل بين محافظات مصر المختلفه و القرى و النجوع لمحاولة جمع فولكلور و أغاني شعبية عاشت مئات السنين و إعادة توزيعها و صياغتها و كذلك التعرف علي الايقاعات المختلفة و مما لا شك فيه أن مصر حاضنة للكثير من الثقافات المتنوعة ، من ثقافة دلتا وادي النيل الي ثقافة الصحراء و البادية و كذلك ثقافات الوجه القبلي و أسوان مرورا بالواحات بثقافاتها الخاصة و كذلك المدن الساحلية و القناة الخ.
اعتقادي الشخصي أن تلك الجولات اثرت وجدان و قلب فنان بحجم علي اسماعيل و تمخض عنه ثراء فني و موسيقي مازال يؤثر في وجداننا ، و من وجهه نظري أيضا أن الموسيقار علي اسماعيل أسس لموسيقي قومية مصرية بشكل لا تخطئه الأذن ، اذ استخدم الالات النحاسية كمكون أساسي في تأليفه الموسيقي مع استخدامه لهارمونيات كانت سابقه لعصرها في ذلك الوقت و بدأت الاذن المصرية في التعود علي التعددية في خطوط الالحان مما كان له نتائج ايجابية على إذن المستمع المصري لانه عندما تتعود الاذن علي التعددية الهارمونيه في الاصوات سوف تستسيغ تلك الموسيقي و ترفض الغث الفقير منها ، استخدام علي اسماعيل تلك الهارمونيات الراقيه في العديد من موسيقي الافلام و التي لا تخطئها الاذن ، تركيبه علي اسماعيل الخاصه من نسيج الوتريات بتعددات طبقاتها ممزوجه بالنحاسيات بتعددات طبقاتها مع الات النفخ الخشبيه اضفت نوع من الثراء الموسيقي قلما وجد في من سبقه من المؤلفين المصريين بالتجنس امثال اندريا رايدر و فؤاد الظاهري و الذي اختار اسما مصريا عوضا عن اسمه الارمني " جاروبيد بانوسيان " و لكنهم بالطبع مصريون بالميلاد و الثقافه و لكن علي اسماعيل مصري بالنخاع و أسس مدرسة موسيقية قلما يجود الزمان بمثلها.