الدكتور علي رشاد يكتب..متحف وثائق الاقتصاد المنزلي

متحف الوثائق والصور هو متحف يضم تراث كلية الاقتصاد المنزلي من وثائق التخصص وصور لرائدات الاقتصاد المنزلي منذ 1937م حتي 1980. ويهدف المتحف إلي تحسين الصورة الذهنية وإحترام ثقافة الاقتصاد المنزلي بما يحمله الاقتصاد المنزلي من تاريخ يتعدي الثمانين عاما, كذلك إحياء ذكري رائدات الاقتصاد المنزلي وتوثيق تاريخ الاقتصاد المنزلي ورائداته (جامعة حلوان), باعتبارها الكلية الأم والتي تخرجت منها عضوات هيئة التدريس بالكليات المناظرة وأقسام الاقتصاد المنزلي في الوقت الحالي. تسعي رسالة و رؤية المتحف إلى تقديم الوثائق الفنية والعلمية ونشر تاريخ الاقتصاد المنزلي والتواصل مع المستفيدين على المستوي الإقليمي والدولي. جاءت بداية إنشاء المتحف من فكرة الإستفادة من الكتب التراثية القديمة بمكتبة الكلية واعادة تنظيمها وتصنيفها وإضافة صور رائدات التخصص وتاريخ مباني الكلية.
تم إفتتاح المتحف في شهر ديسمبر 2020م بمكتبة الكلية, وبالتحديد مخزن الكتب القديمة الذي تحول إلي متحف الوثائق والصور في خلال شهرين عمل بصورة يومية من الثامنة صباحا حتي الثالثة عصرا, وذلك تحت إشراف الدكتور خالد القاضي عميد الكلية, وفكرة وتنفيذ وتمويل د. رشاد عبدالمؤمن ود. منال كمال عبدالرحمن.
وقد تم تقسيم العمل في المتحف على 5 مراحل, بداية من إعادة تخطيط المتحف ورفع الكتب إلي الأرفف وإعادة تنظيمها وتصنيفها, وإنتاج 71 صورة لرائدات الاقتصاد المنزلي في أطر خشبية ذات كود لوني من 1937 إلى 1980م, كذلك تم عمل ألبوم كبير للصور يشمل أحداث تاريخية في الفترة المحددة. تم الحصول علي صور رائدات الاقتصاد المنزلي في رحلة أخذت 5 سنوات عن طريق التواصل مع الرائدات اللاتي على قيد الحياة أو كريماتهن عن طريق البريد الالكتروني ومواقع التواصل الإجتماعي أو بزيارتهن في بيوتهن من خلال لجنة النشر والإعلام بالكلية. يوجد بالمتحف الوثائق والمراجع النادرة في مجال الفنون والملابس والموضة والتغذية والتربوي, وادراة المنزل والمؤسسات والعلوم وتعليم اللغات المختلفة والآداب بمختلف اللغات. يقوم المتحف بتقديم خدماته المتميزة إلى طلاب الفنون والموضة لزخر المتحف بأمهات الكتب الفنية ومجلات الموضة. كما يحتوي المتحف على صور تاريخ تعليم المرأة في مصر منذ بداية القرن العشرين والمعضدون لتعليم المرأة من الرجال. و يحتوي المتحف أيضا علي بعض الجوائز التي منحت لهن من المملكة المصرية لتفوقهن, وصور تكريمهن مع الملك فاروق رحمة الله عليه وكذلك زيارة بعض رؤساء الجمهورية للمعهد.
وستشاهد لأول مرة صورة نادرة لأول عميد لمعهد التربية للتدبير المنزلي والتي لم تلمس صورتها لوحة العمادة لكلية الاقتصاد المنزلي إلي أكثر من ثمانين عاما! وستتعرف لماذا حدث هذا؟ بالإضافة إلي الكتب التراثية التي يقدر عمرها بمائة عام, وبعض المخطوطات, كما أن المتحف يوجد في مبني عمره يقترب من مائة عام وهو مدرسة معلمات بولاق الراقية 1928م وقبل ذلك كان مدرسة أولية للمعلمات ويعتقد أنه انطلقت منه شرارة ثورة 1919م بجانب مدرسة السنية. كما يحتوي المتحف علي وثائق الموضة منذ 1940 حتي الثمانينات في طبعات مجلدة بحالة جيدة بالإضافة الي ألبومات تحكي تاريخ الكلية منذ 1950 ومراحل تطور الاقتصاد المنزلي. كما يحتوي المتحف علي نسخ نادرة من كتب التعلم بالمراسلة لبعض الرائدات اللاتي درسن في المدرسة الدولية الفرنسية. كما ستتعرف علي رائدات الاقتصاد المنزلي وخبيرات اليونسكو ومنظمة الفاو, وبعض نجمات الراديو والتلفزيون والصحافة, وستتعرف علي صاحبة كتاب الطهي علم وفن عن قرب! وبعض الرائدات اللاتي أنشأن اقساما للاقتصاد المنزلي في قطر ونيجيريا والسودان, كما ستري أول كتاب طهي أصدرته وزارة المعارف العمومية للطالبات في الثلاثينيات وهو ليس كتاب أبله نظيرة وبهية! كما ستتعرف علي بعض المقرارات التي كانت تدرس في الأربعينيات وصور للطالبات بالمعهد العالي لمعلمات الفنون وبالتحديد قسم التدبير المنزلي, وخلافه من معلومات وصور لم ترها عينيك من قبل!
ننهي هذا المقال بكلمات رقيقية علي لسان الأديبة السورية وداد سكاكيني والتي كانت تعمل بالمعهد أثناء عمادة المرحومة عائشة اقبال راشد أول عميدة للمعهد العالي للتدبير المنزلي 1937-1947م.
"ومن هذه الأشعة الساطعة مطالع الزهر من نسوة معاصرات, تقسمتهن أقطار العرب كما تقسمت الروضات أزهيراها الفواحة, فطلعت نسوة ممتازات فكراً وثقافة, وعبقرية وشخصية, وجهادا وإخلاصا, هن الرعيل الفاتح للنهضة النسوية المعاصرة ففي مصر غير الفقيدات الخالدات, كثيرات عديدات, تتعطر الشفاه عند ذكرهن كالسيدات إنصاف سري وأسماء فهمي وسهير القلماوي وعائشة إقبال راشد وسيزا نبراوي"

أ. د. علي رشاد عبد المؤمن
أستاذ علوم الأطعمة ومدير متحف الوثائق والصور،كلية الاقتصاد المنزلي جامعة حلوان