رأي الحدث

حسن الهتهوتي يكتب ..هل ندرك الآن ماذا يعني الوطن؟

حسن الهتهوتي
حسن الهتهوتي

مضت السنوات الضائعة، لندفع ثمنها من رحيق العمر.. لم نُدرك قيمة الأوطان حينها.. أخبرونا أنه ربيعًا عربيًا قد حان.. صدّقنا وفرحنا وباركنا.. لكن الربيع صار شوكًا ينغرس في جسد الوطن؛ لتنزُف الدماء غزيرة من زهرة شبابه.. وأي زهرة ستبقى إن أنبت الشوك في أرضها!.. وقتها أدركنا قيمة الوطن عندما حلّ الخطر.. فهل فقدنا الذاكرة سريعًا؟!

من دمشق إلى صنعاء، وطرابلس إلى القاهرة.. بُلدان كانت ساحرة.. صَرَخنا في ميادينها أن أعيدوا لنا الوطن الجريح.. ظننتني الطبيب؛ وفي ثورتي الدواء.. لكن الدواء فيه سمٌ قاتل.

ظننتني ساقيًا لزهرتي الجميلة؛ لم أُدرك أنني بماء النار أسقيها.. كان عدلًا عليّ أن أدفع سنوات العمر ثمنًا لتُنبت من جديد؛ فأنا الجاني وهذي جريمتي.. فهل نُدرك الآن ماذا يعني الوطن؟

خدعونا فأخبرونا أن النار التي أوقدناها في أوطاننا؛ ستأتي من بعدها الجنة!.. وأي جنة تُنبت من رماد ودماء وأنقاض!.. وأي وطن نبنيه على جثامين أبناؤه!..
فهمنا أخيرًا.. فهل نُدرك ماذا يعني الوطن!

لا يستحق الوطن أن نخذله.. لا يستحق أن نعُمق الجِراح ونصافح الأعادي ونمنحهم مُرادهم بأن يهدموه بأيدينا.. لا نستحق أن نعيش فيه إن أجرمنا بحقه.. فهل أدركنا الآن ماذا يعني الوطن؟