سعاد خفاجي تكتب..المتحدث عطلان
الحدث
كان لي صديقة أُحبها كثيراً كنا نذهب ، و نلعب و نرسم ضحكتنا بدون أي تفكير أو ترتيب ، لكن حبنا لبعضنا هو ما كان يقود ما نفعل … هنا الحب سيد الموقف ، و لكن لا أعرف ما أسباب الرحيل ؟ لم يشاء القدر أن نكون الى آخر العمر سوياً لكني أحببتها و لا أريد لحظات الصمت كنت أريد كلمتها ضحكتها وجودها ، و لكن بكل أسف أصبح المتحدث عطلان …. ليس بإرادته و لكن إرادة القدر .
لحظات الصمت لا أعرف الصمت فحينما تسكت كل الأصوات من حولي تنطلق أصوات أخرى… تنطلق صراعات من الداخل: بين الذين لا يُغادروننا بعد أن يُغادروننا ولا يرحلون عن مخيلاتنا بعد أن يرحلوا عن سماعات هواتفنا.
يمر الزمان و يأخذ معه أهم من كانوا حولنا ، و أصبحوا بين صفحات الذكريات ، و لا يبقي سوي الصمت.
و لكن بداخلي الكثير من الأصوات لهم من أحاديث و نكات و ضحكات لا أتذكر السئ منهم بل أتذكر أجمل ما كانوا عليه أتذكر ضحكة قلبي عند رؤياهم فأجمل ما في الذكريات ضحكة القلب فالقلب ينبض بجمال روح أحبابك.
لم تكن لحظات الصمت تعرفنا فكنا ما بين هنا و هناك ، و نرسل كلماتنا كعطر ساحر يخطف عقلك قبل قلبك لا يعطي لك فرصة أن تكون صامت بل كل كلمة يولد من رحمها العديد من الكلمات لأنها كانت خصبة تحمل الحب و الترابط ليس لها حدود ، و لا حواجز لان الحب هو سيد الموقف .
و لكن ماذا ؟ كيف ؟ متي ؟ أين ؟ لا أعرف ، ولا أدري أصبح المحدث عطلان لأن كل من كانوا حولك ذهبوا و لم يعودوا مره أخرى ، ولا ندري ما الأسباب ؟ من المخطئ ؟ لكن القدر أراد أن تعم لحظات الصمت بالغياب و يصبح المتحدث عطلان ، ولا يريد سوى السكون .
الصمت صاحب شخصية قوية دائما مسيطر علي المواقف فالمتحدث عطلان .