د لمياء عبدالله تكتب: مصر العظيمة قادرة علي حماية أمنها المائي


تواجه مصر حاليًا خطر وجودي لم تتعرض له في تاريخها على مدار 7 آلاف عام، وذلك بسبب استمرار إثيوبيا في الإجراءات التي بدأتها، فالمنطقة بالكامل مهددة بالدخول في حالة حرب وعداءات مسلحة تهدد المنطقة الإفريقية والشرق الأوسط بالكامل، وربما العالم أجمع.
فبحسب صور الأقمار الصناعية، أوقفت إثيوبيا عبور المياه من أعلى الممر الأوسط الخاص بسد النهضة، وحصرت العبور في البوابتين العلويتين فقط، وهذا بالطبع معناه إنهم بدأوا في تجفيف الممر الأوسط تمهيدًا للبدء في رمي وصب الخرسانة، من أجل إعلاء الممر والسد لإرتفاع حوالي 595 متر فوق سطح البحر.
وهذا يدل علي أنهم يخططون لزيادة ارتفاع السد حوالي 30 متر إضافي، فوق ارتفاعه الحالي، لتخزين حوالي 18 مليار متر مكعب من مياه نهر النيل، تمهيدًا للملء الثاني لسد النهضة الذي سيبدأ في شهر يوليو القادم.
فهذه الصورة التي أظهرت الكارثة تحدث عنها وعرضها الأستاذ الدكتور عباس شراقي خبير الموارد المائية بجامعة القاهرة، الذي أوضح إن كمية الخرسانة المطلوبة للوصول لهذا المستوى حوالي 450 ألف متر مكعب، وهذه الكمية يمكن صبها في حوالي شهر من الأن، إذا قاموا بالعمل عليها علي 24 ساعة.
وهذا يعني أنهم سينتهون قبل ميعاد بدء الملء الثاني الذي صرح به رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، ضاربًا بكل القواعد والقوانين الدولية والإتفاقات والمصالح المشتركة لدول المصب عرض الحائط.
وتقول إثيوبيا إن المخارج المنخفضة الخاصة بالسد، التي تسمح بمرور المياه الأن، ستكون كافية لتمرير الكمية التي تريدها مصر والسودان، وهذا في الواقع كذبة كبيرة جدًا أطلقها الإثيوبين ويروجون لها بالآلة الإعلامية الخاصة بهم.
والحقيقه حسب بيان خارج من وزارة الري، فقدرة هذين المخرجين على تمرير المياه لا تتجاوز الـ 50 مليون متر مكعب في اليوم.. وهذه القدرة قليلة جدًا وغير كافية بأي حال من الأحوال لتلبية احتياجات دول المصب كما أنها غير مكافئة لمتوسط التصريفات الخاصة بنهر النيل الأزرق الذي يمر بمصر والسودان.
وفوق كل هذا وحسب تصريحات وزارة الري المصرية هي الأخري، تنفيذ عملية الملء الثاني ف موعدها المقرر في شهر يوليو، بهذه الطريقة التي يفعلها الجانب الإثيوبي حاليًا، ستأثر بشكل كبير على نظام النهر، لأن الوسيلة الوحيدة للتحكم في كميات المياه التي يتم تصريفها من السد سيكون المخرجين المنخفضين الصغيرين ففط، وهذا معناه إن الوضع سيتعقد بما لا يقاس لما عملية الملء الفعلية تبدأ، ويتم احتجاز المياه ورا السد.. الأضرار على مصر والسودان في حالة إن الفيضان السنة دي كان متوسط هتكون كبيرة.. وفي حالة إن الفيضان كان ضعيف أو منخفض، فالأضرار هتكون كارثية!!
مصر حاليًا تحاول أن تأخد خطوة في إتجاه شرح الموقف المصري والسوداني لجميع دول إفريقيا المؤثرة على هذه القضية، وهذا كتمهيد لإنهم يقمون بعمل تدويل عالمي للقضية، ويعرضونها على دول العالم بالكامل، من أجل اكتساب تأييد للموقف المصري بالنسبة لقضية سد النهضة، ومن أجل محاربة الإعلام الإثيوبي المضاد الذي يخاطب العالم كله إن مصر والسودان هما اللذان يتفاوضون بسوء نية، ولا يريدون أن يوصلواإلي إتفاق!!
هناك دول أعضاء في جامعة الدول العربية مثل جزر القمر، وتونس، ودول أخري لها وزنها في الإتحاد الإفريقي مثل الكونغو الديمقراطية وهي الرئيسة الحالية للاتحاد، وكينيا التي هي في مجلس الأمن زي، وتونس الدولة العربية الوحيدة العضوة في مجلس الأمن، ومن المهم جدا أن تأخذ المعلومات الخاصة بتطورات قضية سد النهضة للتحرك في القضية .
مصر أرسلت خطاب لرئيس مجلس الأمن لما فشلت مفاوضات كينشاسا من أسبوعين تقريبًا، المفاوضات التي كانوا يطلقون عليها مفاوضات الفرصة الأخيره وهذا لتقريب وجهات النظر بين مصر ودول حوض النيل، للوصول لموقف سياسي حاسم خارج حدود الإتحاد الإفريقي التي يتضح أن إثيوبيا إنها تسيطرة عليه حاليًا، وتستعمله في إنها تأكد على حقها في التشغيل والتصرف الفردي بدون اتفاق، لو قررت مصر استعمال الحل العسكري، التي يكون يوم بعد يوم، وساعة تلوي الأخري بيبان أكتر إنه الحل الوحيد والأخير.
الإثيوبيين على الجانب الأخر يقومون بتهيج الرأي العام الغربي على السوشيال ميديا لتبني وجهة نظرهم في إن النيل خاص بهم وبينبع من أرضهم، وإن لهم كل الحق في استعماله كما يحبون بغض النظر عن أي دولة أخري، ويحاولون إقناع العالم إن هذه مسألة سيادة إثيوبية، وغير مسموح لأي دولة أخري بالتدخل أو التحكم فيها، على الرغم من مخالفة هذا لكل الإتفاقات والقوانين والأعراف الدولية، بما فيها إتفاقية إعلان المباديء اللي وقع عليها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2015، والتي نصت بوضوح على عدم اتخاذ أي قرار أحادي في مسألة سد النهضة.
ومع أن مصر اقترحت "15 سيناريو مختلفًا لملء وتشغيل سد النهضة" على مدار السنين التي مضت، على نحو "يحقق المتطلبات الإثيوبية وبدون إحداث ضرر ملموس على دولتي المصب"، لكن بردو الجانب الإثيوبي "رفض جميع هذه المقترحات"، وهذا يعني شيء واحد فقط، إن إثيوبيا مصممة على دفع مصر نحو خيار الحرب بكل ما فيه من صعوبات وكوارث سياسية واقتصادية أكيدة على المنطقه.
وهذا الأمر يجعلنا نتسائل: ماهي المصلحه، إثيوبيا خلفها تمويل إسرائيلي، وحتى السياسة اللي بيلعبوها هي نفس سياسة " ضربني وبكى وسبقنى واشتكى " الصهيونية التي نعرفها جميعا، لكن الغريب والغير مفهوم هو إستمرار دول عربية شقيقة مثل الإمارات مثلًا في دعم إثيوبيا سياسيًا واقتصاديًا في مسألة وجودية مثل سد النهضة!!
في الحقيقه اثيوبيا يتم توجيهها بالعداوة نحو مصر، وإن لديهم رغبة تاريخية شديدة في كل العصور والأزمنة تقريبًا بقطع المياه، لكننا عرفنا جميع الأشياء عن سفر أشعياء وتمنيات ونبوءات الصهاينة بجفاف مصر وخرابها عشان يقدروا يرجعوا لاحتلالها ونهبها مرة أخري، بدليل سياستهم منذ بدء بناء سد النهضة في 2011 باكتتاب اسرائيلي مباشر، ودعم منهم للحبشة أو إثيوبيا حاليًا، في السعي نحو خراب الدولة المصرية.
ومع ذلك فان مصر تحاول كثيرا التعامل بحسن نية، لأنها لم تكن دولة معتدية أو مغتصبة، بل بالعكس، تدعم حقوق كل الدول في النهضة والتنمية، وتساعد جميع العرب وغيرهم في الحياة الكريمه.
الحرب ستكون صعبة، وتسبب تردي إقتصادي غير مسبوق، وستأثر على الشعب وعلى مستوى المعيشة، لكن المصريين مستعدين للتحمل، وذلك لأن مصر متحدة وعلى قلب رجل واحد، ويقفون جميعهم خلف قرار ضرب سد النهضة، و قرارات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية الذي دائما يبحث عن ماهو الأصح لمصر بصرف النظر عن أي مواقف أو عواقب دولية، فمصر قادرة علي حماية أمنها المائي.