19 أغسطس 2025 00:15 23 صفر 1447
الحدث
رأي الحدث

عمار زبادي يكتب: ” بِركة الحاج ” منزل الحجاج

 عمار زبادي
عمار زبادي

سلكها حجاج القاهرة والمقبلون من بلاد الأندلس فى طريقهم إلى بيت الله الحرام راكبين دوابهم يتجمعون بها فى انتظار موكب كسوة الكعبة المشرفه الذى يتقدمهم فى المسير و يقيمون بضع ايام بين النخيل وبركة الماء التى تكونت من جراء فيضان النيل ويذهبون بين المروج وسواقى المياه العذبة وحرص ألامراء المشرفون على الحج فى ذلك على تزويدها بالخانات و الفنادق فما كان إلا أن اتخذت " أرض جب عميرة " بمنطقة المطرية بالقاهرة من اسم " بركة الحاج " مسمى جديداً التصق بها حتى يومنا هذا و طقوسٌ ودفٌ وطبول وآبار وسواق وخانات ومساجد كان أجدر أن تبقى أبد الآبدين مادياً أو حتى فى ذاكرة الابناء والأحفاد لكن الحظ لم يحالفها فقد صمد معظم هذه الشواهد قروناً حتى ثلاثين عاماً مضت.

وبعضها كان موجوداً حتى وقت قليل ولأن أيدى العناية لم ترعها آثار دفنها الإهمال وذكريات حية فى العقول بركة الحاج، تبحث عما تبقى من أثر لرحلة قدماء الحجيج وكسوة الكعبة وتفتش عن من لا يزالون يعرفون قيمة الأسم ومعناه، فخلا الأثر الأول سوى من قليل من نخيل كان سبباً فى اشتهار المنطقة تجارياً يوماً ما حتى تم عليها اطلاق كوبرى البلح وسوق البلح وياتى اليها التجار من جميع محافظات مصر لانها هى مصدر التصدير للبلح داخل مصر وخاصة الحيانى ولكنه يظهر فى خجل من خلف المنازل ومسجد هدم وبئر قد تهدم مسجدها وبنى آخر على الطراز الحديث بعد أن كان يحمل شكلاً تراثياً فلم يبق أثر للرحلة فى الذاكرة لشباب بركة الحاج لكن فى ذاكرة واهية وللاسف لم يهتم الشيوخ والكبار بسرد الحكايات عن الأجداد والتاريخ.

ولكن تحيه للشباب الذين يسعون خلف تاريخ بركه الحاج والاحداث فى الماضى وكان هناك من بدأ يبحث عن تاريخ موطنه الذى كان يخزيه أسمه فجذبه البحث بين المخطوطات والرسائل وكتب كبار المؤرخين القدامى وبدا البحث وتحمل تاريخاً ثرياً لمسقط رأسه، فى التاريخ الإسلامى ومن المؤرخين
على مبارك الذى ذكرها فى كتابه البركة بها جامع بمنارة وفى أرضها نخيل ويطلق عليها الناس، اليوم، " بركة الحاج ".

حيث كان الحجاج ينزلون بها عند مسيرهم إلى الحجاز لأداء فريضة الحج ويمكثون بها سبعة أيام كما ينزلون بها عند عودتهم إلى بلادهم وقبل تسميتها بـ " بركة الحاج "، كانت المنطقة التى تقع فى الشمال الشرقى من ضاحية المطرية تُسمى " بركة الجب "، نسبة إلى عميرة بن جزىء من بنى القرناء باليمن
وفقاً لما جاء فى كتاب سيرة القطب الربانى إبراهيم المتبولى بحث فى تاريخه - تصوفه - أخلاقه، ونبذة عن بركة الحاج والذى ذكر أيضاً أنه فى عام الرمادة بالحجاز عندما بخلت السماء بالمطر وأجدبت الأرض أمر عمر بن الخطاب عمرو بن العاص والى مصر بحفر قناة تصل النيل بالبحر الأحمر لتحمل السفن المؤن والغلال من مصر إلى الحجاز فحفر عمرو بن العاص القناة من مصر القديمة مروراً بشارع الخليج بالقاهرة وصولاً إلى " بركة الحاج " ومنها اتجهت إلى مكان ترعة الإسماعيلية حتى الوصول إلى السويس و بها جامع بمنارة مبنى بالآجر وفى أرضها نخيل كثير أحمر الثمر وفى شرقها بنحو 200 متر جبانة فيها ساقية عذبة الماء، تسميها الأهالى ساقية
" نبى الله شعيب ".

وكان يقال أن النبى شعيب حفرها لسقى غنمه وجميع أهل بركه الحاج يشربون منها وقيل أنها شفاء من اى مرض جلدى وكان يقال انه فى الشمال الشرقى عمارة طولها 30 متراً وعرضها 10 أمتار يتوسطها حوض مربع الشكل عمقه أكثر من متر وعليه قبة وفى زاوية العمارة ساقية يملأ منها الحوض لسقى بهائم الحجاج وعرفت باسم عمارة داوود باشا هكذا كان وصف " بركة الحاج " ، الذى جاء على لسان " على مبارك " فى كتابه
" الخطط التوفيقية ".


ورصدها "المقريزى": أرض منخفضة من أيام المماليك تملأها مياه الفيضان
وفى " الخطط " لـ " المقريزى "، رصد الموقع الجغرافى لـ " بركة الحاج " ، حيث كانت تقع فى الجهة البحرية من القاهرة، أى شمالها على مسافة 22 كم، وبلغت مساحتها 500 فدان، بين الحسينية والخندق «الدمرداش حالياً»، وكانت أيام المماليك عبارة عن أرض منخفضة تملؤها مياه الفيضان عن طريق الخليج الكبير.

وذلك وفقاً للدكتور محمد الششتاوى فى كتابه " متنزهات القاهرة فى العصرين المملوكى والعثمانى "، وبحكم موقع " البركة " الاستراتيجى بصفتها أول وآخر محطة لمستخدمى طريق الحج والتجارة للحجاز والشام، فقد تمتعت بأهمية كبيرة فى تاريخ مصر الإسلامية، بالإضافة لكونها متنزهاً كبيراً ومضماراً للرياضة والصيد للحكام طوال التاريخ الإسلامى.

اختلفت تبعيتها الإدارية باختلاف العصر، فعُرفت فى سنة 1228 هـ باسم بركة الحاج، وفى سنة 1262 هـ باسم البركة، وفى عام 1280 هـ تم فصل كفرين من البركة، وهما: " كفر أبوصير " و " كفر داوود باشا " وتكَوْن منهما ناحية إدارية باسم كفور البركة ثم أُلغيت الوحدة الإدارية لهذه الكفور وأصبحت توابع للبركة كما كانت فى 1892 وذلك وفقاً " للقاموس الجغرافى للبلاد المصرية من عهد القدماء المصريين إلى سنة 1945 "، الذى وضعه وحققه محمد رمز مسجد المتبولى الشيخ ابراهيم المتبولى الذى اتى من فلسطين و حفر البئر للوضوء للحجاج بمسجده وقام بزراعة النخيل لتعمير البركة ويكون طعام للزوار والحجاج المقبلين إلى " بركة الحج "، وزراعة النخيل كان كنوع من التعمير و به منافع أخرى غير أكل ثماره فقد كان الحجيج يستظلون به ويعقلون جمالهم فيه وعلى الرغم من أن المسجد تم هدمه واستبداله بمسجد على الطراز الحديث إلا أن البئر مازال موجود وتم توصيله على ماسورة الوضوء و يمكن لزوار المسجد الوضوء باستخدام أحد صنابير المياه التى يمكن أن تميزها عن غيرها بالمسجد قبة مسجد المتبولى هدمت فى الثمانينات وبئر نبى الله شعيب موجود ولكن تم ردمه وبنى على حده بيت فى شارع نبى الله شعيب ناصيه دار المناسبات.

و فى كتاب " الأخلاق المتبولية " للدكتور منيع بن الدكتور عبدالحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق قبة مسجد المتبولى وساقية المتبولى وبئر نبى الله شعيب هى ثلاثة أماكن تحمل الكثير من تاريخ بركة الحاج أن كل ذلك قد ذهب فى طى النسيان.

4686d5b53dfabdd6619a568c76d5d96b.jpg
79c212534da10ab331ad2d08155b25e8.jpg
a86485e6a537edf1386ca0e7afa540e7.jpg
d4bd7266725fad33cddb033e34c1eb2e.jpg
عمار زبادي مقال جديد بركة الحاج

رأي الحدث

أسعار العملات

العملةشراءبيع
دولار أمريكى​ 18.830318.9083
يورو​ 19.182419.2638
جنيه إسترلينى​ 22.554922.6560
فرنك سويسرى​ 19.360819.4430
100 ين يابانى​ 13.858013.9165
ريال سعودى​ 5.01595.0370
دينار كويتى​ 61.165161.5746
درهم اماراتى​ 5.12645.1481
اليوان الصينى​ 2.80762.8226

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 1,126 شراء 1,137
عيار 22 بيع 1,032 شراء 1,042
عيار 21 بيع 985 شراء 995
عيار 18 بيع 844 شراء 853
الاونصة بيع 35,010 شراء 35,365
الجنيه الذهب بيع 7,880 شراء 7,960
الكيلو بيع 1,125,714 شراء 1,137,143
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الثلاثاء 12:15 صـ
23 صفر 1447 هـ 19 أغسطس 2025 م
مصر
الفجر 03:52
الشروق 05:25
الظهر 11:59
العصر 15:35
المغرب 18:33
العشاء 19:55

استطلاع الرأي