رأي الحدث

أبو السعود محمد يكتب ..لجنة جهابذة التعليم العالي

أبو السعود محمد
أبو السعود محمد

خرج علينا الوزير أيمن عاشور باختراع جديدة اسمه لجنة حكماء التعليم العالي تتكون من ١٤ شخصية.
والحقيقة أنا لا أعلم ما فائدة اللجنة الجديدة المُخترعة وعندنا من المجالس في التعليم العالي والبحث العلمي ما يكفي ويزيد .
وإذا كان لا يخفى على أحد أن هناك مجلس أعلى للجامعات،يبدو أنه أصبح " دقة قديمة " أو هناك رغبة لا ستبعاده من المشهد لسبب ما ،فلماذ جاء الوزير باللجنة، خاصة أن هذا المجلس كان ومازال بمثابة العمود الفقري لتنفيذ سياسات التعليم العالي،و يرأسه الوزير نفسه .
بل أن زارة التعليم العالي واحدة من الوزارات التي بها العديد من المجالس التي يختص كل منها بنوع من أنواع التعليم في مصر، الذي يزداد تنوعه كل يوم.
هناك مجالس الأعلى للجامعات الحكومية والأعلى للجامعات الخاصة والأهلية والمراكز البحثية والمعاهد ...إلخ إلخ إلخ ،كل هذه مجالس من المفترض أن يكون بها ما يكفي من حكماااااء وجهابذة التعليم في مصر..و الله أعلم!
كل هذه مجالس؟ نعم كل هذه مجالس وبالمجالس عشرات اللجان. إذاً ما هي ضرورة المجلس الجديد؟! أقصد اللجنة الجديدة.
هل هي زحمة مجالس ولجان لا فائدة منها على طريقة تشكيل لجنة لإدارة اللجنة،أم هو اختراع عبقري جاء به عاشور لإنقاذ التعليم العالي ربما نحصد بأفكاره على جائزة نوبل في يوم من الأيام، أو حتى نستطيع أن نعدل وضعنا التعليمي وعدم ارتباطه بسوق العمل!
شكل الوزير اللجنة بهذه الشلة من جهابذة أساتذة الجامعات ومعهم رجل أعمال،وقد ينتقدني البعض على لفظ شلة جهابذة ، لكن كلمة شلة ليست عيبا كما يظنها البعض، فهي تحريفا لكلمة ثُلة التي ذكرت في القرآن، "ثلة من الأولين وقليل من الآخرين" أما كلمة جهابذة ومفردها جهبذ فمعناها الخبير بغوامض الأمور ، والمتضلع من المعارف،والناقد القادر على التمييز بين الغث والسمين والرث والثمين،وليس غريبا أن تكون هذه الثلة ليست غريبة عن المناصب القيادية،فبإحصائية بسيطة لقيادات الوزارة والجامعات والمجالس خلال ما لا يقل عن ١٥ سنة سابقة سنجد أن عددا كبيرا من هذه أسماء هي أسماء تتكرر في المناصب هي هي بعينها،توزع عليها المناصب القيادية واللجان المعنية في مؤسسات التعليم العالي حتى أصبحوا حكماء الوزارة.
أساتذة الجامعات وقيادات التعليم هم أكثر الناس ألفة فيما بينهم،يتحركون كقطع البازل من منصب لمنصب ، وينتشرون من لجنة للجنة، ومن مجلس إلى مجلس.
فكم رئيس جامعة كان وزيرا أو كان رئيسا لجامعة أخرى حكومية أو خاصة أو حتى كان محافظا ترك المنصب القديم ليلتحق بالمنصب الجديد!
وبنظرة سريعة للجنة الحكماء الموقرة نجد أنها تتضمن اثنين كانا كل منهما على رأس منظومة التعليم العالي من قبل في منصب وزير التعليم العالي والبحث العلمي نفسه،وهما الدكتور أستاذ طب المنصورة السيد عبد الخالق وأستاذ هندسة عين شمس الدكتور شريف حماد،وثالثهما كان وزيرا للتنمية الإدارية في عصر مبارك،هو أستاذ هندسة القاهرة الدكتور أحمد درويش، أي أنهم تجهبذوا وحكموا وتحكموا حتى أصبحوا حكماء قبل ذلك كل منهم في منصبه السابق ،والسؤال هل قدموا شيئا من الحكمة تذكر وقتها، حتى يتم استدعاء جديد لهم من الماضي لرسم خريطة المستقبل.
كل ما أتذكره -أنا شخصياً- أن درويش كان لديه خطة " فك التكشيرة" لم تكتمل .
كانت الخطة العجيبة هي: أن يتم تدريب موظفي الدولة على استقبال المواطنين بابتسامة، لكن ثورة المواطنين لم تمهله ينفذ مشروع ابتسامة الحكومة المفتعلة.
كان البعض يحب الرجل - وأنا واحد منهم- لأنه متحدث لبق تشعر معه أنك أمام إبراهيم الفقي يحاضرك في التنمية البشرية، لكن كلامه يتسرب من الرأس كما يتسرب الماء من "القربة المقطوعة".
والسؤال هنا الذي يطرح نفسه، هو ماذا فعل شريف حماد وسيد عبد الخالق وزيرا التعليم العالي والبحث العلمي وقتما كانا في المنصب حتى يفعلاه الآن وهما جالسان في جلسات لجنة حكماء عاشور.
وإذا تفحصنا باقي الأسماء غير الوزراء الثلاثة السابقين "درويش،حماد ، عبد الخالق" سنجد أسماء مثل الدكتور حسام الملاحي أستاذ طب الأسنان بجامعة عين شمس،رئيس قطاع الوفدين والبعثات سابقا في وزارة التعليم العالي وعضو مجلس الشيوخ ورئيس جامعة النهضة، والدكتور عاطف العوام وهو أستاذ بكلية التجارة بجامعة عين شمس و نائب رئيس الجامعة سابقا،والمستشار المالي للوزير.
والدكتور عصام الكردي أستاذ الهندسة بجامعة الإسكندرية،ورئيسها السابق الذي أصبح رئيسا لجامعة العلمين الأهلية، وأستاذة الهندسة بجامعة الإسكندرية،الدكتور عبد العزيز قنصوة الذي كان محافظ للإسكندرية، ثم رئيس لجامعة الإسكندرية.
كما جاءالتشكيل بالدكتور أشرف عبد الباسط أستاذ الطب ورئيس جامعة المنصورة السابق، ممثلا للجامعات الأجنبية في مصر باعتباره الرئيس الأكاديمي لفرع جامعة هيرتفورد شاير البريطانية في مصر ، بينما جاء بالدكتور حسن عبدالله رئيس جامعة east londen البريطانية،ممثلا لعلماء مصر بالخارج، والمهندس محمد السويدي رئيس اتحاد الصناعات ممثلا عن الصناعة.
والسؤال هنا أين ممثل المراكز البحثية، أما أن الوزير سيركز على التعليم تاركا البحث العلمي؟! وكيف تم اختيار الذين تم اختيارهم ؟!فلماذا مثلا تم اختيار رئيس جامعة الإسكندرية تحديدا ممثلا عن المجلس الأعلى للجامعات،هل لكونه أستاذ هندسة مثله مثل رئيس جامعة العلمين ممثلا عن الجامعات الأهلية،مثلهما مثل الوزير ، فهم جميعهم أساتذة هندسة، مثلهم مثل المهندس محمد السويدي خريج قسم هندسة الآلات الكهربائية بجامعة القاهرة، والدكتور أحمد درويش هندسة القاهرة، و الدكتور شريف حماد هندسة عين شمس !
فهل تم ترشيح كل ممثل في لجنة الحكماء باختيارمن مجالس التعليم العالي أم الاختيار جاء بطريقة فوقية من الوزير؟

لماذا أغلبية أعضاء اللجنة من جامعة عين شمس أو مهندسين وقليل من الأطباء، هل فقرت باقي الجامعات من الحكماء وهل خلت باقي القطاعات من الكفاءات؟!
أسئلة كثيرة تطرح نفسها،لكن على كل حال لسنا ضد أي تجربة أو رؤية أو محاولة إصلاح نتمنى أن تصل بالتعليم المصري وبحثها العلمي للطريق الصحيح..إنا منتظرون.

أبو السعود محمد الكاتب الصحفي أبو السعود محمد أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي لجنة الحكماء لجنة جهابذة التعليم