رأي الحدث

ياسمين دسوقي تكتب..قبل أن نصنع للحب عيداً

ياسمين دسوقي
ياسمين دسوقي

قبل أن نصنع للحب عيداً ، يحب أولاً أن نتعلم كيف نحب ، و كيف نحافظ على من نحب ، ثم نحتفل به في كل وقت ، فالمحبة لا تنتظر أعياداً حتى تُحيا من جديد ، لأن من أحبك بصدق أعتبر كل أيامه معك أعياداً..

و لو أن الحب كلام يُكتب لإنتهت أقلامي في حبك ، ولو كان لحنٍ يخلد لما أكتفيت من سماع أجمل الألحانِ، ولكن لحديث الحب أرواح توهب .. فهل تكفيك روح روحي وتكفيك كلماتي!!
و كيف لي أن أنساك بعد أن عشقت روحك وأسرتني عيناك..
فهل أعيش اليوم على حبك وفي الغد أعيش على ذكراك!!
و كيف اخصص يوماً لحبك .. و أنا أعيش كل يوم أهديك فيه حباً خالداً ليكفيك عن أمة كاملةً …

فعندما يتوقف نبض قلبي عن الحياة ، سيتوقف قلمي عن نثر كلماته في حبك … و سيظل صوت وجدانك هو المرآة العطرة لكل من نظر اليك والى عينيك ،لأنك بقلبي أعمق مما أكتب وأقول ..

ولأن الحب يعتبر من أرقى المشاعر الإنسانية وأعظمها، وأساس أجمل العلاقات بين الجميع ، ويعد السبب الرئيسي للإقبال على الحياة و الإستمتاع بكل لحظةٍ فيها ، يجب أن يقوم على أسس أهمها التفاهم و الاحترام و الإهتمام المتبادل ، فهو أعمق من أن تفضل نصفك الآخر على نفسك، وأن تحب الخير وتتمناه له وكأنك تتمناه لنفسك دون مصلحة ترجوها منه ، فما أجمله حين تتخلله المودة والرحمة حتي يستطيع كل من الطرفين أن يكون الملاذ الآمن للآخر ، لأن الحب الحقيقي هو إقتسام بعض نفسك مع شخص آخر أقرب إليك من نفسك ، ويحل فيه دائماً الشعور بالأمان والطمأنية والراحة مع من نحب.

و حتى يتمكن هذا الحب من النمو في ظل بيئة آمنة خالية من الأوجاع ، يجب علينا إنتقاء الشريك بعناية، فإختيار من يستحق أن يكون ضمن إطار حياتنا ، من الأمور الهامة و الصحية ، حتي لا يتم إستنزافنا عاطفياً و نفسياً في أماكن، و علاقات، و صداقات، ليست مشابهة لنا ، ولا تعبر عنا، وتصل بنا لصدامات و طرق مسدودة ،وتكون سبباً في إغلاق أبواب المشاعر ، التي لن تعود مجددًا بذات الروح ، و لن تأتي بنفس الشغف مرة أخرى..

وعندما يحل علينا عيد الحب ونحن نعلم كيف نحب ، ولمن نهدي أرق مشاعرنا ، سيكون ذلك اليوم يومًا إضافياً للتأكيد على تلك المشاعر..
كما سيعد فرصة ذهبية لمن خدش الفتور و الجفاء علاقاتهم ليحيوا مشاعر غابت ، وليتذكروا الكلمات الطيبة التى رافقتهم منذ البداية..

فكل عيد وانتم أحّبة وسعداء ..
كل عيد و انتم على العهد أوفياء..
كل عيد وانتم تعيشون فيه أصحاء..
مدير عام مساعد التدريب بشركة بتروسيف -قطاع البترول والثروة المعدنية و عضو المجلس القومي للمرأة فرع القاهرة.

ياسمين دسوقي عيد الحب قبل أن نصنع للحب عيدا